مستقبلٌ أكثر إشراقاً بفضل الجيل التالي
5
(2)

منال الشمري 

 

من المعروف أن الأمم المتحدة تحتفي باليوم العالمي لمهارات الشباب سنوياً، ولكن فاعلية هذا اليوم مختلفة عن أي عام مضى. ذلك لأنه وفقاً لمنظمة العمل الدولية، فقد

تم تسجيل أدنى معدلات لمشاركة الشباب في القوى العاملة في شمال أفريقيا والدول العربية، بحيث بلغت 27 في المائة فقط. وهذه الإحصائية المؤسفة ليست واقعاً يمثل أمامنا في يومنا هذا فقط، بل يُحتمل أن تتحول إلى حالة كارثية للاقتصادات الوطنية والعالمية في المستقبل.

من دون الخبرة والمهارات اللازمة في مجال العمل، لن يكون الشباب مجهزين لمواجهة الركود الاقتصادي الذي نشهده حالياً، مما يجعل هذه الحلقة مفرغة، وستشهد أفضل الأماكن في العالم قتامةً بسبب دون مساهماتهم القيّمة.

لذلك تحتاج كل شركة أو عمل تجاري على الاعتماد على سياسة توظيف الشباب وحثهم على المشاركة وإحراز التقدّم حتى يتسنى تسليط الضوء على هذه الإمكانات غير المفعلة والاستفادة منها. ولعلّ هذه الجائحة المعطِّلة جعلت من اتّخاذ هكذا خطوة الآن أمراً أشد صعوبة مقارنةً به في الأوقات الأكثر ازدهاراً، إلا أن هذا الاستثمار في الوقت الحالي سيحصد أرباح أفضل وأجود على المدى الطويل.

بصفتنا أمّة تهدف إلى تحقيق النجاح كمجتمع وتوفير الدعم كمبادرين، ينبغي علينا أن نزرع بذور الرغبة في العمل في نفوس الشباب وأن نوفر البيئة المناسبة للشركات لتقوم بالتوظيف. مهما بلغت صعوبة هذه الأوقات، نحن نتمتّع بالقوة لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً للمملكة وتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

في شركة التركي القابضة، لم ننتظر يوماً حدوث أزمةٍ حتى نستثمر في شباب المملكة العربية السعودية، بل على العكس تماماً، لطالما عملنا على نحو استباقي في نهجنا وندرك دائماً أن نجاح الجيل القادم ليس مشكلة الغد بل عمل اليوم.

على سبيل المثال، وبما أن التركي القابضة عضو في الفرع السعودي لمبادرة “للتعليم من أجل التوظيف”، تهدف الشركة إلى وضع الشباب في أنسب المناصب وتزويدهم بالفرص لتحقيق طموحاتهم بينما يعودون بالمنفعة على اقتصادنا ومجتمعنا.

وباعتبار الشركة من أكبر أرباب العمل في البلاد، ساعدت عضويتنا في مبادرة “التعليم من أجل التوظيف” على دعم المبادرات في جميع أنحاء العالم العربي وتعزيزها من خلال برامج التدريب، وإعادة الإدماج المهني، والتبرعات المباشرة للمنظمات الأخرى التي تسعى إلى حل مشكلة البطالة بين أوساط الشباب. وبالرغم من حاجز كوفيد-19، واصلنا دعم المشاريع والعمليات ذات الأولوية القصوى. فقبل شهرَين فقط، تبرعت شركة التركي القابضة بمبلغ 100,000 دولار أمريكي “للصندوق الدعم الخاص بالتعليم من أجل التوظيف” بغية دعم العديد من العمليات الجديدة والقائمة، بما في ذلك التعلم عبر الإنترنت والابتكار والاتصالات.

وإن كنت أذكر هذه الإنجازات، فليس لكونها مدعاة فخر واعتزاز لنا وحسب، بل لأنها تُمثل حافزاً للشركات الأخرى لتصبح جزءاً من الازدهار والاستدامة اللذين ينتظراننا. إلى جانب الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب، من المهم أيضاً أن تغرس هذه البرامج الكرامة والأمل في شباب اليوم لتطمئنهم بأنهم ليسوا جيلاً في طي النسيان إنما روّاد المستقبل.

وبالمثل، كجزء من أنشطة المسؤوليات الاجتماعية التي تضطلع بها التركي القابضة، تركّز المنظمة غير الربحية “شباب مجتمعي” على تنمية العمل الشبابي وتمكين العاملين في هذا المجال لنصل إلى غايتنا وهي جيل قوي ومستنير ومستقل.

لا يقتصر التمتّع برؤية متبصرة على الشباب في مجتمعنا فقط، بل لا بدّ لكل شركة في البلاد أن تحذو نفس الحذو. من خلال زيادة توظيف الشباب، ويجب ألا ننظر إلى هذه الأوقات غير المسبوقة على أنها عقبة لا يمكن التغلب عليها، إنما كفرصة مثالية للنهوض بالانتعاش.

 

 

 

 

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 2

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (15)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]