الابتكار في العمل الشبابي: خطوات عملية
4
(1)

إعداد مجموعة من الباحثين

 

تطرقنا في مقال ” الابتكار في العمل الشبابي: مدخل وتعريف” إلى الجوانب النظرية بخصوص الابتكار عمومًا، والابتكار في العمل الشبابي خصوصًا، وفي هذا المقال نستعرض 10 خطوات لجعل مبادرات/ منظمات/ تدخلات العاملين مع الشباب أكثر ابتكارًا في إطار العمل الشبابي، فما هي هذه الخطوات؟ :

 

  1. طرح الأسئلة-لاسيما الصحيح منها [1] – والاستماع الجيد لأصحاب المصلحة، هي الخطوات الأهم في أي عملية ابتكارية. يساعد الحصول على أفكار ورؤى أصحاب المصلحة الآخرين في تحديد الفرص والتحديات التي تقف أمام العامل مع الشباب. متى كانت هناك فرصة سانحة، يمكن البدء في تبادل الأفكار. إذا كان العامل مع الشباب بصدد إنشاء برنامج جديد للشباب، فإنه من الضروري معرفة رأي هؤلاء الشباب من خلال إشراكهم في المحادثات وهو ما يؤدي ليس فقط لمعرفة رؤيتهم حول البرنامج، بل يمتد الأمر؛ ليشمل مشاركتهم فيه ودعوة الأصدقاء إليه عند شعورهم بملكية هذا البرنامج والتدخلات التي تدخل تحته. إنَّ مثل هذا الشعور هو الضامن الأساسي لاستدامة البرامج الشبابية وفاعليتها.
  2. التأكد من الحصول على دعم الفريق. كما هو الحال في جميع مناحي الحياة، فإنّ وجود مجموعة من الأشخاص الداعمين للمشروع أو الفكرة يجعل الأمور أسهل. يجب على العامل مع الشباب العمل على تكوين مجموعة من المفكرين المبدعين؛ حيث يمكن من خلال هذه المجموعة مناقشة وتبادل الأفكار والعمل معًا على تنفيذها. لا يقف دور فريق العمل الإبداعي عند هذا الحد، فكما هو مطلوب منهم دعم رغبة العامل مع الشباب في إيجاد تدخلات ابتكارية موجهة للشباب، لابد لهم أيضًا من تحدي أفكاره، ولكن بشكل بناء وإيجابي. يحتاج العامل مع الشباب لفريق يدفعه إلى التفكير في الأشياء من كل زاوية وكل اتجاه.
  3. من الأهمية بمكان أيضًا تطوير هياكل وأنظمة وإجراءات مرنة ومريحة في إطار مبادرات ومنظمات العمل الشبابي، فالأبنية الشبابية مثلها مثل الأنظمة الحية؛ تبحث عن أكثر الطرق الفعالة لإبقائها على قيد الحياة. ومن ثم، فإنَّ خلق عادات عمل منتظمة للفريق تسمح بإمكانية التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً. كما تتيح الفرصة لمراقبة جودة وفاعلية المنتج المقدم للشباب، وهو ما يعد من أهم ركائز الاستقرار والاستدامة في المبادرات والمنظمات.
  4. تتطلب الأفكار الأصيلة والابتكارية تفكيرًا أصيلًا وعقليات غير روتينية، وهو ما يعزز أهمية الاهتمام بالتفكير النقدي في العمل الشبابي والسعي نحو تجريب الطرق البديلة جنبًا إلى جنب مع أعباء العمل اليومية. الحفاظ على قدرتنا على تطوير الأفكار الابتكارية والأصيلة وكذا قدرتنا على التفكير خارج الصندوق يحتاج لتحديد معنى الابتكار بشكل دقيق لدى العامل مع الشباب ومؤسسته/ مبادرته. فعند تصميم الخطط الاستراتيجية، ينبغي على العامل مع الشباب تضمين الإبداع وعمليات الابتكار كركائز أساسية لهذه الخطة الاستراتيجية ووضع معايير محددة لتحقيق الأهداف الابتكارية مع تحديد المواضع محل التغيير الأهم وإلى أي مدىً يُراد للتغيير أنْ يذهب. لا ينفصل هذا بالضرورة عن التواصل والنقاش مع الفريق حول هذه الأهداف؛ حتى يكون الجميع على علم بأي المجالات التي يمكن زرع أفكار جديدة فيها.
  5. يرتبط بهذا أيضًا أهمية السماح لأعضاء الفريق بالمغامرة والابتعاد قليلًا عن مهامهم اليومية. لتعزيز مثل هذه الثقافة، يجب دعوة الجميع لاستكشاف طرق بديلة، وعمل مغامرات في مسارات غير محددة، مع الحرص على التأكيد على أنَّ التجريب ليس مضيعة للوقت؛ مِنْ هنا تأتي أهمية تقييم التجارب الفاشلة والناجحة على حد سواء للتعرف على الأساليب، والأدوات، والأفكار التي يمكن الاستعانة بها في المستقبل في مقابل غيرها التي قد تحتاج لمزيد من التمحيص والفحص.
  6. الإبداع والقدرة على تنفيذ الأفكار الجديدة التي تضيف قيمة للعمل الشبابي ليست قدرة نادرة، ولا تتطلب معدل ذكاء عالٍ أو درجة خاصة، وليست نوعًا من العمليات الغامضة التي تقوم بها منظمات دون غيرها. لدى كل الأشخاص إمكانات إبداعية متقاربة يمكن تطويرها من خلال التدريب المناسب، ويمكن توجيه مثل تلك العمليات التي تؤدي للابتكار إذا وضعت استراتيجية محددة وواضحة لتعزيز الابتكار، وذلك جنبًا إلى جنب مع تطوير مهارات العاملين في المجال.
  7. تحتاج المنظمات إلى توفير إمكانيات وأوقات كافية وبيئة اجتماعية ومادية جيدة للتشجيع على إنتاج أفكار جديدة. في هذا السياق، تحتاج مبادرات/ منظمات العمل الشبابي لتطوير أساليب التقاط الأفكار وتعزيز القيمة الخاصة بها. ويعني هذا قدرة القائمين على المنظمة على استقبال الأفكار الجديدة القادمة من أصحاب المصلحة أو غيرهم والحفاظ عليها من أجل تقييمها أو استخدامها لاحقًا في استلهام أفكار أخرى. في هذا السياق، يمكن استخدام لوحات الأفكار، أو دفاتر الملاحظات، أو القوائم عبر الإنترنت، أو إنشاء مساحات لتجربة الأفكار على سبيل المثال لا الحصر.
  8. عقد الشراكات مع آخرين ممن لديهم خبرات في نفس السياق من الأمور التي تنمي الإبداع والابتكار أيضًا؛ لهذا، يمكننا القول بأهمية تعريض الفريق لسياقات وتجارب مختلفة، حتى وإنْ كانت خارج مجالات العمل الشبابي، وذلك لأنَّ الخبرات والبيئات المختلفة تحفز الإبداع والابتكار. يرتبط ما سبق –بالضرورة-بتحقيق التواصل الفعال داخل المنظمة وخارجها على حد سواء، كما يحتاج العامل مع الشباب إيصال فكرته لفريقه بشكل سليم؛ لينال تشجعيهم ودعمهم. من المهم أيضًا أنْ يعمل العامل مع الشباب على إيصال الأفكار لأصحاب المصلحة بشكل سليم، ليتسنى لهم فهمها على النحو السليم. قد يكون صعبًا على هؤلاء في بعض الأحيان فهم أفكار أو أساليب جديدة لم يسمعوا بها من قبل. يحتاج الأمر إلى روابط ترشد القارئ للطريقة: اطّلع على المصادر التالية لإيصال الأفكار بشكل سليم[2].
  9. تطوير قناعة أنَّ الابتكار لا يتعلق فقط بالحصول على أمر جديد تمامًا. ففي كثير من الأحيان، يعتمد الابتكار على مزج الأفكار القديمة أو خلق حلول مستوحاة من مجالات أخرى.
  10. العمل على تعزيز الابتكار والإبداع من خلال استخدام تقنيات الفكاهة التي تحتفي بالخيال والفشل، مثل: مسرح المهرج، والارتجال. تلك الأمور تدعم منهجيات إيجاد البدائل، وتغيير ثقافة الأفراد وتطوير مهاراتهم النقدية.

 

هناك العديد من مستويات العمل الشبابي التي يمكن توظيف الابتكار فيها، فيمكن استخدام منهج/آلية الابتكار لتطوير أفكار، أدوات، أساليب ومقاربات وأنشطة جديدة ضمن التدخلات التي يقوم بها العاملون مع الشباب.

 

 

 

المراجع

  • Theo Gavrielides, European Academy on youth work (1st edition): Innovation, Current Trends Developments in Youth Work, final report, 2019.
  • Naomi Stanton, Innovation in Youth Work: Thinking in practice, YMCA George Williams College.
  • European Commission, Unleashing young people’s creativity and innovation: European good practice projects, 2015.
  • Future labs, Developing youth work innovation (E-handbook), 2019.
  • Erasmus programme of the European Union, Innovation in youth work, 2017.
  • Tony Jeffs, Innovation and Youth Work, Youth & Policy Special Edition: The Next Five Years: Prospects for young people,2015.
  • European Commission, Developing the creative and innovative potential of young people through non-formal learning in ways that are relevant to employability, expert group report, 2014.

[1] للمزيد من المقالات حول كيفية طرح الأسئلة الصحيحة في إطار العمل الشبابي، يرجى الاطلاع على موقع https://www.youthscape.co.uk/

  • [2] للمزيد من المعلومات حول آليات التواصل الفعال داخل وخارج الفريق، برجاء الاطلاع على:

  Future labs, developing youth work innovation (E-handbook), 2019.

 

 

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 4 / 5. عدد الأصوات: 1

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (15)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]