معايير التميّز المؤسسي للمؤسسات العاملة مع الشباب
5
(2)

خالد راجي باسريدة 

مستشار إدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي

 

من المقولات الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله: ((الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الغالبية عدداً، والطاقة الناشطة المتجددة دوما، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة)). هذه النظرة الاستراتيجية للشباب في المجتمعات هي محط اهتمام لدى صناع القرار في كافة الدول وعلى كافة الأصعدة والتي جعلت العالم يهب سنوياً في مؤتمرات وتقارير متخصصة عن الشباب تحديداً تصف المشهد العالمي بعمومه وخصوصه على كل دولة، ماذا فعلت وأين وصلت وما الذي يجب عمله. لذا أصبحت هذه الفئة، وهي تمثل ثقلاً في التكوين المجتمعي في العديد من دول العالم، محط اهتمام في أي رؤية وطنية أو استراتيجية تنموية.

انعكس هذا الاهتمام المسؤول على المستويات المحلية في صور مختلفة، حيث أصبح الشباب مستهدفاً أساسياً في استراتيجيات العديد من القطاعات الحكومية، بل وهناك كيانات خاصة به على المستوى الحكومي، وهناك استراتيجيات تسويقية تنافسية لشركات في القطاع الخاص مبنية على استهداف هذه الفئة مثل شركة بيبسي كولا والتي قامت بربط منتجاتها بالشباب والمتعة ، ففي عام 1996 غيرت الشركة لون علب وزجاجات (البيبسي) إلى اللون الأزرق المعروف باجتذابه لفئة من الشباب، وأيضاً اختارت عبارات دعائية مكثفة مثل: يلا شباب، والتي بثت عبر كثير من القنوات العربية، وقد ربطت شركة(بيبسي) مشروبها بأشهر اللاعبين الرياضيين في العالم مما جعل الشباب يعشقون هذا المشروب لأنه يرتبط بأمر مهم من حياتهم ألا وهو الاقتداء بالرياضيين حتى فيما يشربونه.

هذا الانعكاس أخذ منحاه المجتمعي في شكل مبادرات شبابية أو كيانات تطوعية وأهلية مهتمة بالشباب كل منها تميز في موضوع أو قضية يخدم فيها هذه الفئة ، ولأهمية هذا العمل المجتمعي قامت العديد من الجهات المهتمة بتحفيز العمل الشبابي المتميز من خلال جوائز عديدة تحدثت عنها أ فاطمة محمد الأمين موسى في مقال مفصل بعنوان: الجوائز الشبابية العربية.. والعامل مع الشباب[1]  ركزت هذه الجوائز على تحفيز العمل الشبابي والشباب أنفسهم للتحرك في مساحات محددة في قضايا معينة مثل ريادة الأعمال أو التطوع أو الإبداع بمختلف جوانبه، وهذا التحفيز مطلب أساسي لخلق بيئة تنافسية للشباب والعاملين مع الشباب من أجل إحداث أثر نوعي يعود نفعه على المستوى الشخصي والوطني ، ومن أهم منافع هذا التحفيز الجمعي، استدامة العمل الشبابي عموماً.

في هذا الخضم يبرز لدينا مكون مهم في العمل الشبابي وهم المؤسسات والجمعيات والمنظمات الأهلية وغير الربحية العاملة مع الشباب، هذه الجهات باختلاف صفتها القانونية، تشترك في كونها مؤسسات وتشترك في الفئة التي تخدمها وهم الشباب، ولطبيعة كونها منظمات، فإن كل منظمة لديها الغرض الخاص بها الذي تعمل فيه، فهناك من يهتم بالجانب الاجتماعي للشباب، وهناك من يهتم بالجانب المهاري لهم، وهناك من يسعى لتمكينهم اقتصادياً وهكذا، ومطلوب من كل هذه المنظمات أن يكون لها بصمتها في العمل الشبابي كنتائج ساهمت في تحقيقها على الفئة التي تخدمها في نطاق تخصصها ، وهنا تتمايز هذه المنظمات قوةً وضعفاً، فكلما كانت المنظمة أكثر تماسك مؤسسيًا كلما كان لها وافر نصيب من الحضور في المشهد العام بل وقيادته.

غير أن هذا الحضور وتلك القيادة للعمل الشبابي التي تتنافس وتتكامل المنظمات لتحقيقها، يحيطهما عالم سمته الأساسية (VUCA World): التغير والغموض والتعقيد وعدم اليقين، والتي ألقت بظلالها على الشباب ومشكلاتهم وتعدد احتياجاتهم خصوصًا مع التطور العام في التشكيل النفسي لأنماط الأجيال المتعددة، هذه التحديات أصبحت اتجاهات كبرى حول العالم مثل ندرة المواهب والكفاءات، وندرة الموارد والتطور التقني المتسارع جعلت من العالم المعاصر واقعاً صعباً يتطلب تكاتفاً دولياً لمواجهة هذه التحديات.

لا يخفى على العاملين في القطاع التنموي عمومًا والقطاع الشبابي وجود مبادرات في هذا الاتجاه مثل: المؤشر العالمي للشباب[2] والذي يتركز على قياس أداء الدول في خمسة تحديات مجالات أساسية تعتبر أهم مجالات للعمل مع الشباب وهي: التعليم، والصحة والرفاهية، والتوظيف والفرص، والمشاركة المدنية، والمشاركة السياسية. وهناك التقرير العالمي للشباب[3] والذي ركز في2020 حول فهم كيف يمكن لريادة الأعمال الاجتماعية للشباب أن تعمل على حد سواء في دعم تنمية الشباب والمساعدة في تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، كما أشار تقرير الشباب العالمي[4] 2018 إلى أن “هناك اليوم، 1.2 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، يمثلون 16 في المائة من سكان العالم، تعد المشاركة النشطة للشباب في جهود التنمية المستدامة أمرًا محوريًا لتحقيق مجتمعات مستدامة وشاملة ومستقرة بحلول الموعد المستهدف، ولتجنب أسوأ التهديدات والتحديات التي تواجه التنمية المستدامة، بما في ذلك آثار تغير المناخ والبطالة والفقر وعدم المساواة بين الجنسين والصراع والهجرة، في حين أن جميع أهداف التنمية المستدامة ضرورية لتنمية الشباب، يركز هذا التقرير في المقام الأول على مجالات التعليم والتوظيف، ويؤكد على تحقيق الأهداف في إطار هذه الأهداف باعتبارها أساسية لتنمية الشباب بشكل عام”.

وتمثل التحديات التي يعاني منها الشباب ميداناً خصباً للعاملين فيه، لذا فإن التنمية التي تنشدها كل الدول التي تسعى لها بشكل مستدام، تتطلب عملاً مؤسسياً متميزاً يتحسن باستمرار وينافس في خلق قيمة مضافة تنعكس إيجاباً في كافة المؤشرات التنموية وخصوصا المتعلقة بالشباب.

 

فماذا يعني أن أكون منظمة شبابية متميزة؟

 

إن عالماً هذه سمته، ومنطقة عمل تلك خصائصها، تتطلب أن تحقق المنظمات الشبابية القدرة على العطاء لتحقيق رسالتها ورؤيتها بأداء متفوق يحقق لكافة أصحاب العلاقة قيمة نوعية ومستدامة، وتتطلب من المؤسسات الشبابية نمطاً إدارياً وقيادياً مرناً ومشجعاً على الإبداع والابتكار بما يساهم في جعل أداء هذه المؤسسات عالياً يتحسن باستمرار، ومن أهم السمات التي يتعين على المنظمات الشبابية تحقيقها في هذا العالم هي القدرة على إدارة العلاقات مع أصحاب المصلحة ومع كافة المؤثرات في نظامها البيئي التي تمكنها من العمل المشترك والمتكامل والموجه نحو تحقيق نتائج جذرية.

إذا تمكّنت المنظمة الشبابية من هذه القدرات، فقد بدأت طريق التميز لتكون جاهزة لأي تغير يحدث وقادرة على التأقلم معه باستغلال الفرص الناتجة من هذا التغير والتغلب على التهديدات التي قد تواجهها ، إن المنظمات المتميزة هي منظمات تتطور وتتحسن باستمرار لتساهم في تحقيق أثر خالد ومستدام ، وعندما يطلق التميز فهو سمة تنطبق ليس فقط على المؤسسة ككل، وإنما على كافة الوظائف الإدارية فيها، فهناك قيادة متميزة، وهناك موارد متميزة وهناك تميز في إدارة التسويق مثلاً، وهذا ينطبق على كافة الوظائف المؤسسية .. هل هناك حد متفق عليه للتميز؟ الجواب لا، فالتميز نسبي، وكما قال الكاتب الشهير شكسبير (يكمن الجمال في عين الناظر) ، لذا كان لابد من وجود أطر مهنية وعلمية تصف التميز وتحدد معاييره وتبين أبعاده ومبادئه.

 

على مستوى المنظمات عموماً هناك مجموعة من النماذج على المستوى الإقليمي والدولي من أهمها:

 

نموذج التميز الأوروبي (EFQM)[5]:

 

يدعم المؤسسات في إدارة التغيير وتحسين الأداء، ولقد شهد هذا النموذج عدداً من دورات التحسين والتطوير على مر السنين ليس فقط لضمان الموائمة والحداثة، وإنما للاستمرار في تحديد أجندة الإدارة لأي مؤسسة تطمح في تحقيق مستقبل مستدام وطويل الأمد، إن الطبيعة الاستراتيجية لنموذج تركيزه على الأداء التشغيلي وتحقيق النتائج، تجعله الإطار المثالي لاختبار تماسك ومواءمة طموحات المؤسسة المستقبلية بالمقارنة مع طرق عملها الحالية واستجابتها للتحديات المختلفة ونقاط الألم (Pain-points).

 

نموذج “جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب”[6]:

 

جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، الأولى من نوعها في المنطقة، لمكافأة وتكريم رواد الأعمال المتميّزين في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وخلال سنوات قليلة تمّ تكريم العديد من ألمع رواد الأعمال الذين حظوا بهذه الجائزة الرفيعة تقديراً لإسهاماتهم تجاه المجتمع المحلي والصناعات الأخرى.

وتساهم جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، التي انضمت إلى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عام 2015، في دعم محاور خطة دبي 2021 المتعلقة بالأفراد من خلال تشجيعها جيل الشباب بشكل خاص على الابتكار ونشر ثقافة ريادة الأعمال بتوفيرها لبيئة مثالية جاذبة لأصحاب الأفكار المبدعة ليترجموا طموحاتهم إلى مشاريع مستقبلية ريادية تساهم في الارتقاء بمستوى الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، وتساهم الجائزة بوضع العديد من البرامج والسياسات التي تهدف إلى تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة لتبني نماذج عمل مبتكرة ورفع انتاجيتها للمساهمة في تحقيق نمو اقتصاد وطني تنافسي مبني على المعرفة وفق رؤية دولة الإمارات 2021.

 

نموذج جائزة الملك عبد العزيز للجودة[7]:

 

تهدف الجائزة لتكريم أفضل المنشآت ذات الأداء المتميز والتي تحقق أعلى مستويات الجودة بحصولها على التقدير اللائق على المستوى الوطني نظير ما حققته من إنجازات وبلوغها مرتبة متميزة بين أفضل المنشآت المحلية،  كما تعد جائزة الملك عبد العزيز للجودة هي الجائزة الأم للتميز المؤسسي على مستوى المملكة العربية السعودية ولجميع القطاعات، ولذا يُعتبر الاشتراك في الجائزة من أهم المؤشرات على تبني قيادات المنشآت للجودة والتميز وتقديم منتجات وخدمات تلبي وتفوق تطلعات المستفيدين.

 

نموذج المنظمة الموثوقة[8]:

 

هي نظام الجودة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في القطاع الثالث ويملكه المجلس الوطني للمنظمات التطوعيةNCVO ، وقد تم اعتماده من قبل الآلاف من المنظمات الراغبة في أن تصبح أكثر كفاءة وفعالية.​

صممت المنظمة الموثوقة خصيصاً للقطاع غير الربحي بمختلف تخصصاته، حيث يضم مجموعة من المؤشرات التي تتميز بوضوحها وسهولة استخدامها وشمولها، والتي تهدف إلى إدارة المنظمة بكفاءة وفاعلية. ​

الحصول على المنظمة الموثوقة يعني أنك قد تم اعتمادك وفقًا لمعايير دولية وستتلقى شعار وشهادة المنظمة الموثوقة لمساعدتك على تعزيز إنجازك والاحتفال به، شهادة المنظمة الموثوقة صالحة لمدة ثلاث سنوات.

 

نموذج جائزة التميز في العمل الخيري[9]:

 

جاءت جائزة التميز في العمل الخيري لتحقق هذا الغرض النبيل ولتساهم في رفع مستوى الأداء للمنشئات الخيرية، والارتقاء بجودة خدماتها، وبما يحقق رضا الشرائح المختلفة من المستفيدين، كما أن تحقيق التميز في العمل الخيري يتطلب دوراً فاعلاً وملموساً لقيادة المنشأة في وضع الخطط الاستراتيجية الملائمة، والتواصل مع كافة المعنيين، وتحفيز العامليين وتقديرهم، وتحقيق مفهوم القدوة الحسنة كقادة في العمل الخيري.

ترتكز نماذج التميز على وجود مكونات محددة هي: الأسس أو المبادئ العامة للنموذج، كما يوجد لكل نموذج معايير رئيسة ولها معايير فرعية وكل معيار فرعي له ممارسات أو شواهد، تقسم هذه المعايير بحسب النماذج إلى عناصر العمل المؤسسي (الممكنات، التنفيذ، النتائج)، ولكل نموذج أداة تقييم خاصة به تستخدم منطق الرادار الذي ينظر من أكثر من زاوية للمعايير التي يتم تقييمها.

تحرص النماذج على تعزيز مبادئ أساسية من خلالها يتحقق التميز المؤسسي، من أهمها القيادة بالإلهام والقدوة الحسنة، وهي هنا ليست المستوى الهرمي الأعلى في الهيكل التنظيمي، وإنما السلوك الذي ينبغي أن يرى في كافة المستويات التنظيمية، ويكون مصدراً لإلهام العاملين والمعنيين لتحقيق الأداء المتفوق، كما تؤكد معايير التميز المؤسسي على المورد البشري إذ تربط بين إسعاد الموظفين وقدرة المنظمة على تحقيق أهدافها وكسب ولاء المستفيدين منها، كما تعزز نماذج التميز المؤسسي مبدأ التركيز على المستفيدين، فالمنظمات المتميزة هي من تجعل المستفيد محور ارتكاز تسمع منه وتفهم احتياجاته وتشركه في تطوير خدماتها وتحقيق القيمة التي يسعى إليها، ومن المبادئ المهمة التي تتمثلها نماذج التميز هو تعزيز المنظمات لبناء قدراتها الداخلية في إدارة عملياتها بصورة تضمن مرونة الأداء وقلة التعقيد الإجرائي، بل وتضع مقاييس خاصة للتأكد من فعاليتها ورضا المتعاملين عنها، كما تعزز نماذج التميز التعلم المؤسسي والابتكار بما يضمن تفوق المؤسسة من بين منافسيها ويساعدها على تطبيق مبدأ التحسين المستمر، ولك أن تتخيل لو تمكنت المنظمات الشبابية أو غيرها من تطبيق هذه المبادئ والأسس كيف سيكون حال أدائها في خدمة قضاياها.

إن مقارنة بين هذه المبادئ، والتحديات التي تواجه المنظمات نحو تحقيق التميز المؤسسي وفقاً للدراسات التي أجرتها منظمة التميز الأوروبي (EFQM) لتبين أهمية هذه المبادئ في مساندة المنظمات المختلفة في كافة القطاعات على تحقيق التميز المؤسسي، إن تحدياً مثل قدرة هذه المنظمات على الجمع بين إدارة العمل اليومي وبين التطوير والتغيير الاستراتيجي الذي يفرضه التموضع والاستجابة للمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية، ليفرض على المنظمات اتباع أسلوب مغاير في القيادة يساهم في تقليل الهرمية، والنظر بطريقة مختلفة لمن يقومون بالعمل على تحقيق القيمة التي يسعى لها المستفيدون وذوي العلاقة لتتمكن من إدارة وجودها في منظومتها البيئية وتحديد الفرص والتهديدات وآلية التعامل معها بطريقة مختلفة ورشيقة، وبالتالي حفز قدرة هذه المنظمات على الابتكار وتمكينه كسلوك أصيل يصنع ثقافة قائمة على التطوير التشاركي بدلا من منظور(الربح والخسارة).

 

تغطي معايير التميز المؤسسي مجموعة من المفاصل المتنوعة، ففي نموذج جائزة الملك عبد العزيز للجودة تسعى الجائزة لتعزيز الممارسات المتميزة في مجموعة من المعايير هي:

  • تحديد التوجه الاستراتيجي
  • متابعة ومراجعة النظام الإداري والأداء المؤسسي
  • تعزيز العلاقة مع كافة المعنيين
  • دعم ثقافة الجودة والتميز والإبداع
  • الحوكمة والمسؤولية المجتمعية
  • إدارة التغيير وإدارة المخاطر والأزمات
  • إعداد ونشر الخطة الاستراتيجية
  • تطبيق ومتابعة الخطة الاستراتيجية
  • إعداد خطط وسياسات وإجراءات الموارد البشرية
  • تطوير معارف وقدرات الموارد البشرية
  • بيئة العمل وتمكين الموارد البشرية
  • التواصل والمشاركة
  • تقييم الأداء والتقدير
  • إدارة الشراكات والتحالفات الاستراتيجية
  • إدارة الموارد المالية
  • إدارة المرافق والممتلكات
  • إدارة التقنية والمعرفة
  • تحديد وتصميم وإدارة العمليات
  • تصميم وإدارة المنتجات والخدمات
  • التحسين المستمر للعمليات والمنتجات والخدمات
  • إدارة وتسويق المنتجات والخدمات
  • إدارة العلاقة مع المستفيدين

 

كما تتأكد معايير التميز المؤسسي في الجائزة من قياس المنظمة لأدائها في مجموعة من المعايير هي:

  • مقاييس رأي المستفيدين
  • مؤشرات الأداء المتعلقة بالمستفيدين
  • مقاييس رأي الموارد البشرية
  • مؤشرات الأداء المتعلقة بالموارد البشرية
  • مخرجات الأعمال الرئيسية
  • مؤشرات الأداء الرئيسية

 

هذا النهج المتكامل الذي ينظر لكافة عناصر ووظائف العمل المؤسسي، يؤكد أهمية هذه المعايير وفعاليتها على مساعدة المنظمات على تحقيق التميز، وبالنظر لطبيعة عمل المنظمات الشبابية، فإن الفرصة مواتية لها لتحقيق التميز المؤسسي، إن حجم التعقيد في القضايا التي تتعامل معها المنظمات العاملة مع الشباب يؤكد أهمية توجه هذه المنظمات لتبنّي التميز المؤسسي ضمن أهدافها والعمل عليه لتضمن استدامتها وتعظم أثرها.

 

أما على مستوى العمل الشبابي فهناك بعض الجوائز والمعايير المتخصصة في هذا الإطار وهي:

 

تحويل عمل الشباب – توفير الموارد لخدمات الشباب الممتازة[10]:

 

وهو إطار نشرته وزارة التعليم والمهارات بإنجلترا في ديسمبر 2002، ويعتبر منجزاً إضافياً يصقل محاولة “التحديث” الحكومية لتغيير طبيعة عمل خدمة الشباب.

تقدم هذه الوثيقة مواصفات كافية لخدمة الشباب في السلطة المحلية، وتحدد ما تتوقعه الحكومة من السلطة المحلية أن تقدمه من خلال دورها في القيادة الاستراتيجية.

 

يحتوي هذا الإطار على معايير تتعلق بالآتي:

  • واجب السلطة المحلية في تقديم خدمة الشباب
  • صلاحيات وزير الخارجية في التدخل والتوجيه
  • خطة خدمة الشباب التي وافق عليها الأعضاء بعد التشاور مع الشركاء
  • مساهمة خدمة الشباب في أولويات الحكومة الأخرى مثل: معالجة السلوك المعادي للمجتمع والجريمة
  • تعهد محلي للشباب
  • المعايير الوطنية لتقديم الخدمات
  • متطلبات الصحة والسلامة
  • تعميم تكافؤ الفرص والتنوع والتماسك المجتمعي
  • دعم العمل الشبابي التطوعي والمجتمعي والاستثمار فيه
  • منهج عمل الشباب
  • تقديم الخدمات المستهدف
  • تخطيط السلطة المحلية وتقديم زيادات كبيرة في الموارد ومستويات نشاط خدمات الشباب الخاصة بهم
  • عمليات ضمان الجودة المصممة بوضوح

 

هذا الإطار يصف مجوعة من المعايير المخصصة للسلطات المحلية في تقديم خدماتها في العمل الشبابي عموماً ويمكن أن تستفيد منه الجهات المماثلة في الوطن العربي لتطوير منظومة خدماتها في العمل الشبابي عموما.

 

جائزة التميز في عمل الشباب[11]:

 

هي جائزة تبنتها حكومة ويلز في عمل الشباب كفرصة للاعتراف والاحتفاء بمشاريع عمل الشباب المتميزة والعاملين الشباب والمشاركين في عمل الشباب في ويلز، وتقدم الجائزة في الفئات التالية:

  1. دمج نهج حقوق الطفل في بيئة عمل الشباب
  2. جائزة عمل الشباب في اللغة الويلزية
  3. جائزة الابتكار الرقمي
  4. المساواة والتنوع في بيئة عمل الشباب
  5. تنمية الذات والآخرين في بيئة عمل الشباب
  6. إظهار التميز في تخطيط الشراكة وإنجازها
  7. المساهمة البارزة في عمل الشباب
  8. العامل المتميز مع الشباب
  9. المتطوع المميز مع الشباب

 

إطار جودة العمل الشبابي[12]:

 

وهو تقرير أصدرته المفوضية الأوروبية لتطوير العمل الشبابي بهدف: ” فحص أنظمة جودة عمل الشباب في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واستكشاف كيف يمكن تطوير المؤشرات أو أطر العمل المشتركة، ويتضمن بياناً تفصيلياً للممارسات والعمليات ومنتج العمل الشبابي، وأثر العمل الشبابي على إشراك الشباب وتنميتهم وتقدمهم”.

هذا التقرير قدم تفصيلا جيدا فيما يتعلق بمفهوم الجودة في العمل الشبابي حيث أكد التقرير ارتباط: ” جوهر جودة عمل الشباب بالمبادئ التي تصف كيف يجب أن تعمل المنظمة الشبابية من أجل تقديم نتائج جيدة – كلما كان الوفاء بالمبادئ الأساسية أعلى، كلما زادت المساهمة في التنمية الشخصية والاجتماعية للشباب”، تعتمد هذه النتائج وفقاً للتقرير على وضوح بعض الشروط المسبقة والعمليات والأساليب التي تم إعدادها لتحقيق هذه النتائج، ولهذا يذكر التقرير أن الجودة في العمل الشبابي متعلقة بوظيفة الشروط المسبقة والعمليات أو الأساليب، وكأمثلة على الشروط المسبقة لعمل الشباب ذكر التقرير: الأهداف والميزانية والمبادئ التوجيهية الأخلاقية والتنظيم، وكفاءة العاملين، والإجراءات، والمرافق ، وعن العمليات والأساليب في تحديد الأهداف والاحتياجات، والتقويم، والتعلم، وغيرها، كما قسّم التقرير نتائج عمل المنظمات الشبابية إلى مخرجات كمية مثل: أعداد المشاركين وأعداد البرامج، وإلى آثار نوعية مثل: المهارات المكتسبة، التغير في السلوك .. بدمج هذين النوعين يحدث الأثر المرجو في حل المشكلات المجتمعية مثل تقليص معدلات الجريمة وغيرها.

هذا الإطار المفصل في هذا التقرير ينظر للمنظمة الشبابية من منظور الجودة الذي يتعامل مع مدخلات يتم معالجتها بطرق معينة لتؤدي إلى مخرجات ونتائج وآثار، وهذا منحى مهم ومؤسس لمنظور التميز المؤسسي الكلي الذي تحدثت عنه أطر التميز المؤسسي التي سبق ذكرها

 

كيف نؤسس رحلة التميز وننجح فيها؟ 

 

إن أول خطوة تساهم في نجاح رحلة التميز هو تبني مجلس الإدارة لها ضمن أولوياته ومتابعتها كأساس استراتيجي لإدارة العمل في المنظمة، هذا التبني له ممارسات جوهرية أهمها العمل على توضيح رسالة المنظمة من خلال تحديد القضية الأساسية التي تعمل فيها المنظمة الشبابية، ووضوح التدخل الاستراتيجي الذي ستعمل عليه المنظمة في هذه القضية والنتائج التي ستحققها في هذه القضية ، يتطلب هذا الوضوح وجود كوادر تمارس القيادة الفعالة بشكل مميز نحو التوجه الاستراتيجي وتمكن العاملين بالجدارات الضرورية المرتبطة بهذا التوجه وتحفزها لأداء أدوارها بكل مرونة، كما يساعد على نجاح هذه الرحلة أن تستخدم المنظمة الأدوات الإدارية والتقنية التي تساعدها في ترشيق تقديم خدماتها للمستفيدين منها، ويتبقى الإجراء العملي المهم اتخاذه وهو دراسة نماذج التميز واختيار الأنسب منها وفقاً للموارد المتاحة مما يساعد في خلق الثقافة وفهم المصطلحات واستيعاب القوالب والأدوات ثم ننتقل للأعلى شيئاً فشيئاً ، وقد راعت نماذج التميز ذلك، ففي نموذج المنظمة الموثوقة مثلاً هناك مستويان من المعايير تعزيزاً لهذا الاتجاه في تبني النماذج حيث يبحث المستوى الأول في معايير أساسية، ويتوسع في المستوى الثاني للبحث في معايير أكثر تقدماً في الممارسة المتميزة ،  وفي نموذج التميز الأوروبي (EFQM) هناك أربع أدوات للتقييم تتدرج في العمق من حيث الدقة والتوسع في الاعتماد على الشواهد والأدلة، التقييم الذاتي البسيط الذي يبحث في عناصر بسيطة في كل معيار، ثم الاستبيان والذي يتوسع في التقييم ويوفر تقييماً أولياً ويعطي فرص التحسين، ثم مصفوفة الأعمال والتي تعطي تقييماً شاملاً لكل المعايير، ثم مصفوفة الأعمال المتقدمة والتي تعطي تقييماً شاملاً لكل المعايير بالإضافة لتقديم فرص التحسين وبيان مواطن القوة والضعف ، إن فهم هذه الخطوة وهي التدرج في تفعيل معايير التميز يساهم في تحسين التجربة ويعزز تقبل كافة المعنيين للتغيير المؤسسي الناتج.

إن التنوع في الموجود في نماذج التميز المؤسسي يعطي مساحة جيدة للمنظمات لتزداد تميزاً في عملها، وتحسّن من ممارساتها، فبناءً على طبيعة المنظمة وتخصصها ونشاطها وحجمها تستطيع أن تبحث في هذه النماذج وتعزز تميزها وفق رؤية محددة، فهذه النماذج هي صنعة خبراء قاموا بتصميمها بناءً على أهداف محددة لكل نموذج ويمكن للمنظمة استهداف واحد منها كل فترة بعد تعميق ممارسات أول نموذج.

وهنا إشارة ينبغي التنبه لها وهي أن التميز المؤسسي ومعاييره ليست ترفاً إدارياً نسعى من خلاله لتحقيق مكاسب مادية أو إعلامية. بل هو سلوك حث عليه الدين الحنيف في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه) ، وعليه فإن تحصيل الثمار من عملية التميز المؤسسي تتطلب وقتاً وتبنياً لثقافة التحسين المستمر لتكون أساساً في عمل المنظمة لا متطلباً وقتياً نحسّن به صورة المنظمة أمام المقيمين.

إن المنظمات العاملة مع الشباب تعمل في قضايا ومنظومة بيئية معقدة، ويوليها العالم اهتماماً عالي المستوى، وتستحق أن توليها المنظمات المتخصصة في نماذج التميز المؤسسي أن تخصص نموذجاً خاصاً للمنظمات الشبابية يؤسس لبيئة محفزة للتنافس في التميز المؤسسي بما يضمن ربط تميز المنظمات الشبابية بتحديد توجهاتها بوضوح ضمن الأولويات التي تعالج التحديات المحلية والعالمية وتضمن تميز التنفيذ لأعمال هذه المنظمات وقياسها للنتائج.

إن هذا التخصيص لهذا النموذج تتطلبه القيمة المضافة التي تسعى المنظمات الشبابية لتحقيقها، وهذه القيمة تتطلب تميزاً مؤسسياً يراعي خصوصية هذه المنظمات ونظامها الإيكولوجي ويساهم في خلق ثقافة تكاملية تشاركية بين هذه المنظمات تعزز توظيف الموارد المتاحة وتحقق منافع متعدية ومتعددة لكافة أصحاب المصلحة، والأهم تحقيق أثر تنموي يساهم في خدمة هذه الفئة المهمة في كل مجتمع.

 

 


[1] مقال الجوائز الشبابية العربية والعامل مع الشباب: الباحثة / فاطمة محمد الأمين موسى 31مارس2020. : https://shababm.com/prizesarticle/

[2] https://www.thecommonwealth-healthhub.net/global-youth-development-index-ydi/

[3] https://www.un.org/development/desa/youth/wp-content/uploads/sites/21/2020/07/2020-World-Youth-Report-FULL-FINAL.pdf

[4] https://www.un.org/development/desa/youth/wp-content/uploads/sites/21/2018/12/WorldYouthReport-2030Agenda.pdf

[5] https://mailchi.mp/ad8bb7b86405/model2020arabic

[6] http://smeawards.ae/about-award.aspx

[7] https://kaqa.org.sa/ar/Pages/ExcellenceModel.aspx

[8] https://www.ncvo.org.uk/practical-support/quality-and-standards/trusted-charity/trusted-charity-mark#what-is

[9] https://jaezah.com/resources/uploads/files/YYYY_YYYYY_YYYYYY_YY_YYYYY_YYYYYY_2020.pdf

[10] http://www.mywf.org.uk/uploads/policy/REYSDec2002.pdf

[11] https://gov.wales/youth-work-excellence-awards

[12] https://ec.europa.eu/assets/eac/youth/library/reports/quality-youth-work_en.pdf

 

 

 

 

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 2

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (17)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]