تعزيز التنوع وتقبل الاختلاف في العمل التطوعي
3
(2)

 

وليد عماره الليثي

مسؤول برامج المسؤولية المجتمعية

 

في ظل التطور الكبير والزيادة المضطردة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مجال العمل التطوعي على مدار السنوات القليلة الماضية، أصبحت مشاركتنا لآخرين من بيئات مختلفة وثقافات متنوعة أمرا لابد منه وجعل من فهم هذه البيئات واحترام هذه الثقافات عاملا رئيسا في العيش والعمل في مجتمع يتسم أفراده بالتفرد.

إن البرامج والأنشطة التطوعية المتاحة للشباب الآن تعد من أهم السبل التي تسهم في ترسيخ مفاهيم التعايش والتسامح واحترام الاخر وتقبله والتي من شأنها أن تحسن من قدرة الشاب /ة على اكتساب مهارات التفكير النقدي وتمكنه من بناء جسور من التواصل والتعاطف مع الآخرين دون النظر إلى جنسياتهم، أو عقائدهم، أو خلفياتهم الثقافية، أو حالتهم الاجتماعية أو المادية.

إن من أهم ما يميز الفريق التطوعي الناجح هو التنوع بين أفراده من حيث الخلفيات الثقافية التي ينتمون إليها، البيئات التي ترعرعوا فيها، أعمارهم، جنسهم، حالتهم الاجتماعية وغيرها…. وإن لذلك التنوع الكثير من الفوائد التي تعود بالنفع على الجميع والتي من بينها على سبيل المثال ما يلي:

  • سيكون الفريق أقدر على تقديم خدمة حقيقية يدعمها إحساس أفراده بالفئة التي يقومون بتقديم الخدمة لها- والتي من الممكن أن يمثلها واحد أو أكثر من فريق العمل- مع فهمهم لاحتياجاتها وتلبية هذه الاحتياجات بشكل أكثر فاعلية.
  • سيضمن التنوع البيئي والثقافي والاجتماعي الموجود بين أعضاء الفريق تنوعا في الخبرات والمهارات والقدرات.
  • سيكون كل عضو من أعضاء الفريق مصدر إلهام ومثلاً أعلى يحتذى به من قبل آخرين ينتمون إلى نفس الشريحة المجتمعية التي ينتمي لها هذا العضو مما سيعزز من رغبتهم في التطوع انطلاقا من قناعتهم بالقدرة على تحقيق مثل ما حققه من سبقهم ممن هم في مثل ظروفهم.
  • سيتمتع أعضاء الفريق بقدرة أكبر على تفهم الآخر واحترامه واكتساب وممارسة مهارات المرونة في التخطيط والتنفيذ من أجل تحقيق هدف مشترك.
  • سيكون أعضاء الفريق أكثر قدرة على التسامح وتقبل الاختلاف ونبذ التعصب ويتنامى عندهم الشعور بالانتماء لمجتمعهم ووطنهم.

 

والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن الآن.. إذا كان للتنوع بين أفراد الفريق التطوعي مثل هذه الفوائد، فما هي الآليات التي يمكن اتباعها للتأكد من تحقيق هذا التنوع. فيما يلي بعض الآليات التي يمكن اتباعها من قبل القائمين على التخطيط والإعداد للبرامج والأنشطة التطوعية:

  1. التأكيد على أن التطوع حق للجميع مع كتابة ذلك بوضوح في وصف الفرص التطوعية.
  2. تصميم فرص تطوعية تمكن الراغبين ممن ينتمون إلى خلفيات بيئية وثقافية متنوعة ويمتلكون مهارات مختلفة من المشاركة دون تمييز بينهم على أساس الجنس، أو العمر، أو الثقافة، إلخ…
  3. طرح الفرص التطوعية على نطاق واسع مع التأكد من الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من خلال النشر في وسائل التواصل المتنوعة.
  4. تذليل العقبات التي قد تحول دون استفادة فئات معينة دون غيرها من الفرص التطوعية المتاحة مثل توفير المواصلات للمشاركين وتوفير تدريب على المهام التطوعية من قبل متخصصين.
  5. إظهار التنوع في الأعمال التطوعية التي يتم إنجازها من خلال التقارير المصورة ومقاطع الفيديو مما يشجع آخرين على التطوع في قادم الفرص.
  6. بناء علاقات وروابط بين المشاركين من خلال إقامة أنشطة مصاحبة مثل الأنشطة الترفيهية وأنشطة بناء الفريق.
  7. دعوة متحدثين ملهمين في لقاءات مع المتطوعين للحديث عن تقبل الاختلاف واحترام الآخر.

 

 

 

 

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 3 / 5. عدد الأصوات: 2

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (15)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]