أيمن جبير المليحان
مستشار إرشاد حياتي
مقدمة:
يعد الإرشاد الحياتي من الأساليب الحديثة في دعم الشباب، والتي تشهد نمواً متزايداً؛ لتميزها بسهولة تقبل الشاب لهذا النوع من المساعدة، وخلق آثار إيجابية طويلة المدى على السلوك الفردي.
ما هو الإرشاد الحياتي؟
بدأ علم الإرشاد قرابة الثمانينات، وهناك تعريفات عديدة لهذا المجال، من أبرزها وأفضلها ما قدمته المنظمة العالمية للإرشاد (ICF):
هي الشراكة بين المرشد وعميله، القائمة على استخدام المرشد لخطط وأساليب علمية متعددة؛ لشحذ الفكر والعملية الإبداعية للعميل؛ بهدف مساعدته على تحقيق أقصى إمكاناته الشخصية والمهنية.
على خلاف الطرق التقليدية، علم الإرشاد مبني على الاعتقاد الجازم بأن كل فرد لديه الأدوات الشخصية، والخبرة العملية للوصول إلى الحلول لما يتطلبه العميل؛ لذلك عادة ما يتجنب المرشد تقديم النصح والمشورة، أو توجيه العميل إلى طريق معين.
فدور المرشد يقتصر على مساعدة العميل لاكتشاف وتوضيح الهدف المراد تحقيقه، تشجيع اكتشاف الذات واستخلاص الحلول والاستراتيجيات، ومن ثم وضعها في خطط ملائمة يتبنى العميل مسؤولية نجاحها بدعم من المرشد.
هذه العملية التي تستغرق عادة عدة شهور إلى سنة؛ تساعد على تحسين نظرة العميل إلى العمل والحياة، وفهم الذات، بالإضافة إلى تغيير السلوكيات بما يتناسب مع احتياجاته.
لماذا الإرشاد الحياتي للشباب؟
المرشد لا يلجأ إلى إسداء أي نصيحة أو توجيه إلى الشاب، بل يعتمد على طريقة منهجية في طرح الأسئلة، مما يساعد على:
- تعريف الشاب للمشكلة بنفسه، من خلال فهمه ومنظوره للحياة. يسهل ذلك على وضع المشكلة في إطارها المناسب والوصول إلى حلول ملائمة بطريقة أسرع.
- تعزيز ثقة الشاب بنفسه وذلك لقدرته على إيجاد حل للمشكلة بذاته
ويعتمد المرشد على تقنيات عديدة في العملية الإرشادية، من أبرزها نموذج GROW
نموذج GROW:
تم تطوير هذا النموذج في الثمانينات من قبل ألكسندر قراهام، آلان فاين، وسيد جون ويتمور؛ لتأسيس الجلسات في عملية الإرشاد أو التوجيه. يتميز هذا النموذج عن غيره ببساطته ومرونته، وقابليته على الاندماج في نماذج سلوكية أخرى.
يشمل النموذج أربع خطوات أساسية: الهدف، الواقع، الخيارات، الإرادة.
- الهدف
في البداية، يقوم المرشد بمساعدة الشاب على مراجعة النفس والواقع من أجل تحديد ما يراد تغييره، إلى أن يتم اختزال هذا التغيير في هدف واضح من العملية الإرشادية. يجدر التنويه أنه يجب أن يكون الهدف محدداً، قابلاً للتحقيق، واقعي، ومقيد بفترة زمنية (SMART).
- الواقع
يتوجه المرشد إلى طرح أسئلة تساعد الشاب على تكوين صورة واضحة لواقعهم الحالي بما يخدم إيجاد الحلول للهدف. وقد يشمل ذلك على استكشاف المعطيات الجارية، أو ما قام به الشاب من خطوات لمواجهة الواقع وتحدياته.
- الخيارات
بعد أن يحصل الشاب على صورة واضحة لواقعه بكل ما يتعلق بهدفه، يتوجه المرشد إلى حث الشاب على استكشاف الخيارات المتاحة مهما كانت، أو العوائق الحالية.
- الإرادة
هنا يقوم الشاب باختيار أحد الحلول المناسبة ومن ثم رسم خطة واضحة للتنفيذ في مدة زمنية محددة.
بالإضافة لهذه الخطوات الأربعة، يشجع المرشد الشاب على الانضباط، و وضع خطط بديلة، و تغيير السلوك الفردي إن دعت الحاجة لذلك، بالإضافة إلى متابعة الشاب بشكل دوري و تقديم الدعم لمواجهة أي صعوبات في عملية التغيير وتحقيق الهدف.
ميزات الإرشاد الحياتي لدعم الشباب:
- المرشد الحياتي يعمل انطلاقاً من إيمانه بأن الشاب إنسان راشد وقادر على تدبير حياته بذاته. بالنسبة للشاب الذي يسعى لإثبات الذات، تخلق عملية الإرشاد جواً إيجابياً بشكل سريع وفعال، مما يلغي أي حواجز ويسهل من عملية الدعم.
- لا يتطلب المرشد جلسات عدة لبناء الثقة مع الشاب أو لفهم ماضيه. في الجلسات الإرشادية، التركيز دائماً على فهم الواقع فقط بما يخدم وضع حلول للمستقبل.
- الجلسات الإرشادية تنمي لدى الشاب القدرة على التأمل الذاتي، التمعن بالأمور.
- خلق بيئة نفسية إيجابية لدى الشاب وتمكينه لإيجاد حلول مستدامة.
4.8 (13) د. أحمد الحراملة استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]
5 (1) مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]
5 (17) محمد العطاس مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]
5 (3) إعداد: د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]