يتضمن العمل الشبابي تسع مجالات رئيسية كما أظهرت التجارب الدولية والأوروبية تحديدًا. هذه المجالات هي (التعليم اللاصفي- العمل الشبابي الدولي- العمل الشبابي المفتوح- المشاركة وتثقيف الأقران- الحد من الاستبعاد الاجتماعي- الترفيه – تقديم المشورة –معلومات الشباب- الرياضة ).

ولا تعد هذه القائمة قائمة حصرية بمجالات وأنشطة العمل الشبابي، إذ يتسع المجال لإضافة مجالات أخرى وفقا لمقتضيات التقاليد الاجتماعية والسياقات الوطنية.. لنتعرف أكثر عن هذه المجالات:

1- التعليم اللاصفي

يقوم مقدمو التعليم اللاصفي بتقديم الخدمات الأساسية للشباب والمرتبطة بالتعليم خارج إطار المدرسة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، وتغطي هذه الخدمات الأبعاد السياسية والثقافية والصحية والبيئية والتقنية المختلفة. يهتم هؤلاء بتقديم برامج تعليمية، مشروعات، فعاليات وجلسات جماعية قائمة على التجربة واكتشاف الذات. كما تنطوي تلك البرامج والخدمات على جوانب الوقاية الأولية وتعتمد على تأمل الشخص لحياته في المقام الأول. كذلك تتضمن تلك الخدمات والبرامج تعريض الشباب لخبرات المتعة والسرور كما تهتم بتعزيز ثقتهم في ذواتهم. تتنوع وتتعدد الخدمات والبرامج المقدمة في هذا السياق لتشمل حل مشكلات الشباب الذين يتعرضون لمشكلات في جانب واحد من حياتهم أو جوانب متعددة. كما يقوم مقدمو الخدمات بتقديم استشارات ودعم شخصي لهؤلاء الشباب وتوفير بيئة آمنة وموجهة لهم. هناك اهتمام متزايد في الوقت الحاضر بالتعليم اللامنهجي/ اللاصفي واعتراف بأهمية دوره وما الذي يمكن أن يقوم به بشكل مستدام من ضمن خدمات أخرى في تعزيز الكفاءات والجدارات الأساسية المطلوبة والمتنامية في الحياة العملية وسوق العمل.

2- العمل الشبابي الدولي

يتكون العمل الشبابي الدولي من مجموعة من الأنشطة المعدة بشكل احترافي والموجهة للشباب في بيئة دولية احترافية. تتسم هذه الأنشطة بكونها معدة ومنظمة مسبقا لتعزيز التواصل بين الشباب. يوفر العمل الشبابي الدولي للشباب من مختلف البلدان والخلفيات العرقية والثقافية الفرصة للقاء بعضهم البعض والتحدث عن تجاربهم الثقافية المتنوعة لتوسيع معارفهم وتعزيز مهاراتهم الشخصية من خلال تبادل الخبرات والتفاعل والتواصل والتفاهم فيما بينهم.

3- المشاركة وتثقيف الأقران

تدور فكرة المشاركة وتثقيف الأقران حول مدى إمكانية حصول الشباب على الحقوق، الأدوات، المساحات والفرص متى تطلب الأمر ذلك -أي عند الضرورة-. يهتم هذا المجال بتقديم الدعم المطلوب للشباب للمشاركة والتأثير في القرار والمساهمة بشكل فعال في العمل الاجتماعية من أجل بناء مجتمعات أفضل. تصمم الأنشطة في هذا السياق لدعم مشاركة الشباب وفقًا لمقاربات عدة لجعل الشباب أكثر نشاطا وفاعلية في خدمة المجتمع. كذلك تقوم المشاركة على فكرة إتاحة الفرص لتعظيم الجهد الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة بما يتضمنه ذلك من مشاركة الشباب في أفعال تتسم بالتحدي، والتي من شأنها تلبية احتياجاتهم الأصلية فضلا عن توفير الفرص لمشاركتهم في التخطيط وصناعة القرار. تلعب المنظمات الشبابية دورًا رئيسيًا في توفير فرص المشاركة وتثقيف الأقران للشباب كما تقدم تلك المنظمات التعليم الرسمي وغير الرسمي في هذا السياق، إضافة إلى اهتمامها بتحقيق الوقاية الأولية، الاندماج الاجتماعي ونموذج التعليم الاجتماعي من الأقران.

4- الحد من الإقصاء الاجتماعي

يهدف عمل الشباب إلى الحد من الإقصاء الاجتماعي للشباب عن طريق تقديم المشورة والدعم وتوفير فرص التعليم والتدريب والعمل. يستهدف هذا المجال الشباب المحرومين اجتماعيا و/ أو ذوي الإعاقات الفردية، وذلك من أجل دعم اندماجهم اجتماعيا سواء في التعليم الرسمي، أو سوق العمل أو حياة البالغين.

5- الترفيه

 تهدف الخدمات الترفيهية إلى تشجيع الشباب وتسهيل استخدامهم الفعال لأوقات فراغهم كأحد أشكال المساهمة في تنميتهم جسديا وفكريا. وتشمل أنشطة وقت الفراغ: الألعاب الرياضة، الأحداث الثقافية والفعاليات الترفيهية وخدمة المجتمع. توفر هذه الأنشطة للشباب فرصا للتنشئة الاجتماعية وتعطي لهم المساحة المناسبة لعيش حياة أفضل. ارتباطا بهذا؛ اكتسبت جوانب الترفيه والوقاية أهمية خاصة في الآونة الأخيرة خاصة لهؤلاء الشباب الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة – كالفقر بشكل أساسي – وتمنحهم فرصا جديدة للتعافي.

6- الاستشارة (استشارة الشباب)

يخاطب هذا المجال الشباب ويحاول أن يجيب على الأسئلة التي يطرحونها ويحل المشكلات التي يتعرضون لها. يوفر هذا المجال للشباب المعلومات والدعم المطلوب على أسس وتقنيات احترافية/ مهنية. تشمل الجوانب التي تغطيها المشورة مشكلات الشباب المدرسية، الإدارة الوظيفية والمهنية، كيفية الولوج لسوق العمل، التدخلات في أوقات الأزمات العائلية والمشكلات الصحية والقانونية. ويمكن توفير الاستشارات على عتبة الباب أو عن طريق وكالات استشارية، أو عن بُعد عبر: الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الإنترنت.

7- معلومات الشباب

تتكون معلومات الشباب من خدمة معلومات شاملة ومتماسكة ومنسقة تهدف لتلبية احتياجات الشباب المختلفة. تتسم هذه الخدمات بكونها ودية وصديقة وسهلة الوصول من الناحية الاقتصادية. يتم توفير هذه الخدمات من قبل مراكز معلومات الشباب كما يتم توفيرها في جميع قنوات التواصل لاسيما الأكثر استخداما بواسطة الشباب مثل الإنترنت والجوال والهاتف. يهدف هذا المجال إلى جعل المعلومات في متناول جميع الشباب على أساس غير تمييزي. كما يهدف إلى زيادة الخيارات المتاحة امام الشباب من خلال توفير معلومات محايدة مباشرة أو غير مباشرة عن القضايا العامة وتمكين الشباب لاتخاذ خيارات مستلقة في تنظيم حياتهم.

تعالج معلومات الشباب التحديات المتزايدة في العصر الحديث وتقوم بتعليم الشباب كيفية الحصول على المعلومات واختيارها وتقييمها بطرق أفضل.

8-  عمل الشباب في الرياضة

يهدف هذا المجال إلى دعم مشاركة الشباب وتجربتهم لمجموعة من الأنشطة البدنية والرياضية التي تساعد على تعزيز أسلوب حياة لائق ونشط. يهدف هذا المجال الى دعم مشاركة الشباب وتجربتهم لمجموعة من الأنشطة البدنية والرياضية التي تساعد على تعزيز أسلوب حياة لائق ونشط. كما توفر فُرصًا للشباب لتعلم كيفية التعامل مع النجاح والفشل والاعتراف بنجاح الآخرين والمشاركة في الفريق، أيضا تقوم بتعليم الشباب الالتزام بالقواعد واللوائح والتواصل مع الشباب الآخرين من مختلف الأعراق والخلفيات الاجتماعية المختلفة. فمن خلال عمل الشباب في الرياضة يمكن للشباب تجربة تحديات شخصية تمكنهم من تحسين أدائهم واكتساب مهارات جديدة أو تجربة أنشطة جديدة. يستخدم العاملون المحترفون مع الشباب في هذا المجال أساليب تعليمية مبتكرة لإشراك الشباب في أنشطة بدنية خاصةً في المجتمعات المحرومة اقتصاديا واجتماعيا على وجه الخصوص.

المصدر:
تقرير مجالات العمل الشبابي من واقع الخبرات الدولية والممارسات الوطنية:
https://shababm.com/report-1211/