المحتوى
ما هي النظرية التي تقوم عليها مقاربة المعالجة؟
كيف تنظر مقاربة المعالجة الشباب وقضاياهم؟
كيف تنظر مقاربة المعالجة لمشاكل المجتمع؟
ما هي القيم التي تتبناها مقاربة المعالجة؟
أين يمكن أن نجد مقاربة المعالجة؟
ما هي أشكال تدخلات العمل ضمن مقاربة المعالجة؟
ما هو دور العامل مع الشباب ضمن مقاربة المعالجة؟
ما هي المهارات التي يحتاجها العامل مع الشباب في مقاربة المعالجة؟
ما هي أهم مزايا وعيوب مقاربة المعالجة؟
ما هي النظرية التي تقوم عليها مقاربة المعالجة؟
تستند مقاربة المعالجة على النظرية الوظيفية في تفسير الواقع الاجتماعي الذي يشكل الشباب جزءاً منه، حيث يركز المنظور الوظيفي على أهمية تماسك المجتمع وتكامل أجزائه، ويشبه المجتمع بجسم الإنسان الذي تتحدد فيه أعضاؤه التي يقوم كل منها بوظيفته، ونجاح المجتمع ككل في نجاح كل عضو في القيام بوظيفته، وبناءً عليه تفرض الوظيفية على أعضاء المجتمع ضرورة التكيف مع معايير المجتمع وقواعده تحقيقاً لاستقراره واستمراره، بل وتلقي بكل اللوم على الشباب أنفسهم، فعدم قدرتهم على التكيف مع معايير المجتمع هي السبب وراء مشاكلهم، مما يستدعي ضرورة معالجتهم من هذا الخلل حتى يستطيعوا أن يندمجوا داخل المجتمع وإلا سيشكلون تهديداً للمجتمع ككل. وبمعنى آخر، تجد مقاربة المعالجة في الحفاظ على المعايير الاجتماعية والقيم الثقافية السائدة مبرراً لممارسة الوصاية على الفرد في المجتمع، بما يفرض عليه أن يتكيف معها حفاظاً على تماسك المجتمع واستمراره. وتتميز مقاربة المعالجة التي تركز على المجتمع كبناء متكامل متماسك بشيوعها وانتشارها في الفكر والعمل الإنساني.
كيف تنظر مقاربة المعالجة الشباب وقضاياهم؟
عندما لا يتكيف الشباب مع معايير المجتمع وقوانينه، يُنظر إليهم كتهديد محتمل لاستقرار المجتمع يجب أن تتم معالجته، فهم وحدهم الذي يجب توجيه اللوم إليهم، وبشكل عام تنظر مقاربة المعالجة على أن أي مشاكل تواجه المجتمع هي بالأمر الطبيعي نتيجة القيود التي يفرضها المجتمع حفاظاً على تماسكه واستقراره، بل وتجد في هذه المشكلات مؤشرات مفيدة من أجل تطوير درجة تكيف أفراد المجتمع، وليس كدليل على أن هناك أمراً خاطئًا في المجتمع.
وفق مقاربة المعالجة، الشباب الذين يختارون عدم الامتثال لمعايير وقواعد المجتمع يصنفون في واحدة من ثلاث فئات:
- منحرفون: هم معادون للمجتمع ويجب معاملتهم عن طريق التحكم بهم أو نبذهم من المجتمع
- مختلون: غير القادرين ذهنيا على الامتثال لقواعد المجتمع ويحتاجون إلى العلاج لمساعدتهم ليصبحوا طبيعيين، وأعضاء منتجين في المجتمع
- عاجزون: ليس لديهم المعرفة و / أو المهارات اللازمة لتدبر أنفسهم بشكل صحيح في المجتمع وبالتالي يحتاجون إلى العلاج والتعليم بحيث لا يشكلون خطرا على المجتمع
كيف تنظر مقاربة المعالجة لمشاكل المجتمع؟
تنظر مقاربة المعالجة إلى المجتمع من منطلق وظيفي يفسر المشاكل الاجتماعية على أنها:
- ضعف في تماسك وتضامن أجزاء المجتمع
- خدمات غير كافية، غير ملائمة أو غير منسقة
- طغيان النزعة الفردية على حساب صالح المجتمع
وفي مقاربة المعالجة، على المجتمع بعض المسئولية في رعاية أعضائه بما يدعم بعضهم بعضاً، إلا أنه عندما يفشل أحد أعضاء المجتمع في التكيف مع قواعده ومعاييره، لابد أن تتم معالجتهم بشكل يمكّنهم من هذا التكيف أو على المجتمع التخلص منهم حتى لا يؤثروا سلباً على المجتمع.
ما هي القيم التي تتبناها مقاربة المعالجة؟
تتبنى مقاربة المعالجة مجموعة من القيم التي ترتكز وتؤكد عليها:
- الناس يجب أن تطيع قواعد المجتمع من أجل الصالح العام
- يستند المجتمع بشكل طبيعي على المنافسة وأولئك الذين يعملون بجهد يحصدون أكبر المكاسب
- المنافسة تحفز الناس ليتطوروا
- الأسرة هي الوحدة الأكثر فائدة في المجتمعات
- المجتمع لا يحتاج إلى التغيير، بدلا من ذلك يجب على الأفراد التغيير ليتناسبوا مع المجتمع
- يجب أن يعمل الناس لتحسين أنفسهم
أين يمكن أن نجد مقاربة المعالجة؟
تتعدد البيئات التي نرى فيها استخدام مقاربة المعالجة، ومنها:
- دور رعاية الجانحين والأحداث
- مراكز التأهيل من إدمان المخدرات
- برامج التدريب والتوظيف
- خدمات المشورة والدعم الاجتماعي
- أغلب المدارس والجامعات
ما هي أشكال تدخلات العمل ضمن مقاربة المعالجة؟
يشمل العمل ضمن مقاربة المعالجة مجموعة من التدخلات تتضمن:
- تأهيل الجانحين والأحداث ومدمني المخدرات من الشباب (دور الرعاية والتأهيل)
- تدعيم انضباط الشباب لمعايير المجتمع من خلال رسائل واضحة عن:
- معايير السلوك المتوقع
- أهمية الانسجام
- عواقب عدم الانسجام
- التنشئة الاجتماعية والثقافية التي تفرض القواعد والمعايير على سلوك الشباب
- مكافأة الانسجام والتكيف مع معايير وقيم المجتمع
- توفير الأنشطة لشغل وقت الشباب
- توفير برامج منظمة لتقويم السلوك المنحرف
- العمل كقدوة ونموذج للأدوار اجتماعيا
- تقديم الأنشطة التي تعزز المنافسة – خاصة الألعاب الرياضية
وقد تأخذ هذه التدخلات استراتيجيات أكثر إيجابية في إطار مقاربة المعالجة، حيث يمكن أن تعمل على
- مساعدة الأفراد والجماعات على تطوير المهارات التي تساعدهم على الانسجام داخل المجتمع،
- تقديم النصح والمشورة
- تشجيع تكوين جماعات المساعدة الذاتية
ما هو دور العامل مع الشباب ضمن مقاربة المعالجة؟
الدور الرئيسي للعامل مع الشباب في مقاربة المعالجة هو أن يكون بمثابة القائد والخبير، حيث يميل ليكون بمثابة منسق البرنامج والقائد الذي يطبق القواعد بعناية وإنسانية بشكل يساعد على ضبط سلوك الشباب، فينبغي عليه تقديم نموذج مثالي للعضو المنتج في المجتمع.
في كثير من الأحيان يكون العامل مع الشباب من الشباب الذين تمت معالجتهم وتمكنوا من استعادة تكيفهم مع معايير وقيم المجتمع، إذ يؤكد ذلك للشباب أنه يمكن لأي أحد أن يتغير إذا كان يريد ذلك.
ما هي المهارات التي يحتاجها العامل مع الشباب في مقاربة المعالجة؟
يتطلب العمل في تنمية الشباب وفق مقاربة المعالجة المهارات التالية:
- ضبط والسيطرة على الشباب
- تخطيط وتصميم البرامج
- إنشاء ووضع القواعد والحدود
- مهارات التقديم
- مهارات إبداء النصح والمشورة
- مهارات بناء فريق أو مجموعة عمل
ما هي أهم مزايا وعيوب مقاربة المعالجة؟
هناك العديد من المزايا لمقاربة المعالجة:
- النتائج السريعة: تعمل مقاربة المعالجة على تحقيق نتائج سريعة على المدى القصير قد تساعد على حل المشكلة في الوقت الحالي
- دعم المجتمع: في أغلب الأحيان تلقى التدخلات ضمن مقاربة المعالجة دعم غالبية المجتمع الذين يميلون عادة إلى قبول الرأي القائل بأن كل أفراد المجتمع يجب أن يلتزموا بما هو مقبول من المجتمع ويمتنعوا عما هو مرفوض اجتماعيا
- دعم المؤسسات الرسمية: فعلى نفس منوال دعم المجتمع، تلقى مقاربة المعالجة دعما من المؤسسات الرسمية في الدولة، إلا إذا فشلت بشكل كبير في تحقيق ما كنت من المفترض أن تقدمه
ومن العيوب الخطيرة لمقاربة المعالجة:
- ليست سوى مسكن للألم: فبالرغم من أن مقاربة المعالجة قد تتيح التدخل بشكل يحقق نتائج سريعة قد تساعد في حل المشكلة على المدى القصير، إلا أنه ليس بالضرورة أن تحلها على المدى البعيد، فهذه المعالجة عادة ما تتعامل مع مشاكل الشباب بشكل سطحي دون بحث في الأسباب والعوامل العميقة وراءها، فلا تعدوا أكثر من كونها مسكناً مؤقتاً للألم. فلا استغراب أن تتجدد هذه المشاكل باستمرار أو حتى تتطور إلى مشكلة اجتماعية أخطر تحت السطح وتنتشر حتى يصبح من الصعب للغاية التعامل معها
- تجاهل الأسباب الحقيقية: فالسبب في انحراف الشباب عن معايير وقيم المجتمع ليس بالضرورة أن يكون في الشباب أنفسهم كما تفترض مقاربة المعالجة، فيمكن أن يكون المجتمع ببنيته وتنظيماته الاقتصادية والثقافية والسياسية هو السبب الحقيقي وراء مشاكل الشباب، فعلى سبيل المثال أشارت البحوث الاجتماعية في بعض الدول عند تحليل العلاقات داخل المجتمع إلى أن غياب العدالة في توزيع الموارد والثروة يمكن أن يكون سبباً وراء خرق الشباب للقانون وارتكاب جرائم السرقة والمتاجرة بالمخدرات
- نظرة سلبية للشباب: توجه مقاربة المعالجة اللوم للشباب وحدهم وتحملهم مسؤولية انحرافهم عن معايير المجتمع، بل تصل للدرجة التي تنظر فيها إليهم على أنهم تهديد لتماسك المجتمع واستقراره، كل ذلك يرسخ نظرة سلبية للشباب
- ترسيخ صورة المنقذ: ترسخ مقاربة المعالجة صورة العامل الشبابي على أنه المنقذ للشباب والمقوّم لسلوكهم
المصدر:
مقدمة في العمل الشبابي الاحترافي: https://shababm.com/intro-to-youthwork/
4.8 (13) د. أحمد الحراملة استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]
5 (1) مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]
5 (17) محمد العطاس مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]
5 (3) إعداد: د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]