وفقًا لتعريف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فإنَّ التنمية الشبابية الإيجابية “هي تلك العملية التي تقوم على إشراك الشباب إلى جانب أسرهم ومجتمعاتهم المحلية و/أو حكوماتهم؛ كي يصبحوا أكثر قدرة على تحقيق إمكاناتهم بالكامل، ويعمل نهج التنمية الشبابية الإيجابية على بناء المهارات والأصول والكفاءات، وتعزيز العلاقات الصحية، وتحسين البيئة المحيطة، وتطوير الأنظمة”. وقد أثبتتِ البرامج التي تَبَنّتِ مقاربة التنمية الشبابية الإيجابية أنَّ بناء الكفاءة الفكرية والجسدية والاجتماعية والعاطفية للشباب يحقق نتائج أفضل عن باقي استراتيجيات التنمية التي تعتمد على حل المشكلات. للوهلة الأولى، قد يبدو لنا من هذا التعريف أنَّ التنمية الشبابية الإيجابية تتعامل مع فئة الشباب بشكل مجمل وشامل دون النظر لمفهوم النوع الاجتماعي والاختلافات بين الشباب والشابات… من هنا يتولد لدينا سؤال متعلق بالتعرف على رؤية التنمية الشبابية الإيجابية لمفهوم النوع الاجتماعي، وكيفية تطبيقها على أرض الواقع. يسعى هذا المقال إلى سَبْر أغوار التنمية الشبابية الإيجابية، والتعرف على أبرز مقولاتها في هذا الصدد. وبالعودة للأدبيات المتخصصة في هذا الموضوع، يمكننا القول بمحدودية البحوث والدراسات التي تناولت هذا الموضوع على الرغم من أنَّ الاختلافات بين الجنسين من حيث الاحتياجات والأولويات وسبل تلبيتهم لا تحتاج للرجوع إلى التنمية الشبابية الإيجابية بالضرورة. ونعرض إجمالًا في هذا المقال لما هو متاح في هذا المجال حاليًّا؛ حيث يمكن البناء لاحقًا عليه متى أمكن ذلك.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، أجريت دراسة على عينة من الشباب في البرتغال بلغت نحو 284 من الشباب والشابات لتحديد أثر السمات الخمسة التي تستهدفها التنمية الشبابية الإيجابية [1] على الرفاهة والصحة النفسية للشباب وفقًا للنوع الاجتماعي، وهذه السمات الخمسة هي: الكفاءة، والثقة، والشخصية، والتواصل والرعاية[2]. قامت الدراسة بتحليل تأثير تلك العوامل الخمسة على رفاهية الشباب، وبشكل أكثر تحديدًا، على القلق، والاغتراب الاجتماعي، والرفاهية العامة، والأعراض الجسدية، والأعراض النفسية للمراهقين البرتغاليين، حسب النوع الاجتماعي. كشفت نتائج الدراسة عن وجود تأثيرات مختلفة للسمات الخمسة على الرفاهة والصحة النفسية للشباب والشابات يجب أخذها في الاعتبار عند صياغة التدخلات المتعلقة بتعزيز رفاهية الشباب للحصول على نتائج أفضل في هذا السياق. في هذا الإطار، أكدت نتائج الدراسة على ما يلي:
- أنَّ هناك علاقة طردية بين الكفاءة والقلق لدى الشباب، بمعنى أنَّ زيادة الكفاءة تؤدي لزيادة شعورهم بالقلق، في حين أنَّ زيادة الكفاءة لدى الشابات ترتبط بانخفاض الشعور بعدم الاستقرار وتحسن الصحة النفسية.
- أنَّ هناك ارتباط بين الشخصية والصحة النفسية لدى الشباب، بعكس الشابات اللاتي لم تؤثر فيهن هذه السمة.
- كذلك أظهرت الدراسة أن الرعاية تأتي كمؤشر ضعيف للصحة العقلية والنفسية عند الشباب والشابات على حد سواء.
- أوضحت الدراسة أيضا ان التواصل مؤشر أكثر أهمية لدى الشابات مقارنة بالشباب حيث يؤدي التواصل الفعال لشعور الشابات بقلق جسدي وأعراض جسدية ونفسية أقل، ورفاهية مرتفعة. في حين أنه في حالة الشباب كان الاتصال مجرد مؤشر على الرفاهية المرتفعة فقط دون الحديث عن تأثيره على حدوث أعراض نفسية أو جسدية معينة.
- وكانت الثقة هي السمة الأهم لدى كل من الشباب والشابات، لارتباطها بصحة نفسية أفضل لكلا النوعين.
- إجمالًا، أشارت النتائج إلى أنه على الرغم من أهمية تنمية السمات الخمسة للشباب، إلا أنّ تأثيرها على الصحة النفسية والرفاهة للفتيات أبرز؛ ولذا تثير تلك النتائج التساؤلات بشأنِ ما إذا كان للأعراف الاجتماعية دور في تحديد أثر تلك السمات على الشباب والشابات، بحيث تقلل من تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية وفقًا للمتعارف عليه. ترى الدراسة أنَّ العلاقة بين النوع الاجتماعي والسمات الخمسة للتنمية الشبابية الإيجابية على أهميتها لاتزال في بدايتها أي في طور التكوين والتشكل.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أنْ تساعد نتائج الدراسة الحالية الباحثين والمعلمين والممارسين على فهم التفاعل بين المتغيرات النفسية والاجتماعية للدراسة و (PYD) لدى الرجال والنساء. قد تكون هذه النتائج بمثابة دليل لتخطيط التدخلات التي يمكن أن تساعد الشباب في بناء سياق داعم، من أجل تقليل قلقهم، وتحسين كفاءاتهم في التنظيم الذاتي، والمرونة، والأداء المدرسي المتصور. أثناء التخطيط للتدخلات، يُسلط الضوء على أنَّ التنمية الإيجابية للشباب هي-في الأساس-مجرد نهج وليس منهجًا أو برنامجًا معينًا. وهذا يعني أنها مجموعة من الممارسات التي يمكن تضمينها بشكل إضافي في برامج أخرى مصممة لتحقيق-على الأرجح-نتيجة إيجابية واحدة أو أكثر (Moore، 2017). بهذا المعنى، سيكون من المفيد العمل على بعض الجوانب الأساسية لهذه المتغيرات. على وجه الخصوص، تحديد أهداف واقعية والتعلم من الأخطاء؛ زيادة استراتيجيات ضبط النفس (الأفكار، العواطف، الدوافع والسلوك)؛ العمل على نقاط القوة لدى الشباب؛ تقليل القلق وتشجيع التكيف الإيجابي، الذي يمكن أن يساعد في التعامل بشكل إيجابي مع المواقف المعاكسة، بحيث يمكن بناء خطة حياة متفائلة، وتسهيل تحقيق حياة سعيدة وصحية (ميشيل، 2014).
أما فيما يتعلق بالأدبيات التي سبقت هذه الدراسة على محدوديتها، فقد لاحظت الأبحاث الحديثة بشكل مستمر وجود فروق فيما يرتبط بالتكيف النفسي وأنماط الحياة والتكيف الأكاديمي بين الشباب والشابات وهو أمر هام للتنمية الشبابية الإيجابية ومتقاطع معها؛ نظرًا لاهتمامها بتعزيز الحياة الصحية للشباب، وتحسين علاقاتهم بمجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
دور العاملين مع الشباب في فهم الاختلافات والاحتياجات والأولويات لدى الشابات والشباب للعاملين مع الشباب دورٌ هامٌ في فهم الاختلافات والاحتياجات والأولويات لدى الشباب والشابات والعمل على تلبيتها بما يتوافق مع كل فئة منهم. لابد وأنْ ينعكس هذا الفهم بالضرورة على التدخلات والبرامج التي يقدمها هؤلاء على اختلافها. هذا الفهم لابد وأنْ يظهر في مراحل تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج والتدخلات المختلفة.
ماذا يعني أخذ النوع الاجتماعي في الاعتبار عند تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج الموجهة للشباب والشابات؟
إذا كان العاملون مع الشباب مسؤولين عن تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج والتدخلات المختلفة التي تستهدف الشباب؛ إذنْ فعلى هؤلاء أنْ يعوا ويدركوا معنى أخذ النوع الاجتماعي في الاعتبار. هناك العديد من الخطوات الهامة في هذا السياق نذكر منها-على سبيل المثال لا الحصر-ما يلي:
- إن تحليل النوع الاجتماعي في سياق التنمية الشبابية الإيجابية يعني تحديد أوجه عدم المساواة والقيود والفرص والعواقب غير المقصودة التي تؤثر في كيفية استفادة الذكور والإناث من البرنامج أو الخدمة، فضلاً عن تحديد القضايا المهمة المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وكيف يمكن أنْ تؤثر على نتائج البرنامج؟ وفي سياق تحليل وقياس أثر التنمية الإيجابية الشبابية على الشباب، حدد فريق (YouthPower Learning) الخدمات المراعية لمنظور النوع الاجتماعي والقوانين والسياسات العادلة باعتبارها مكوِّنات أساسية للتنمية الإيجابية للشباب.
- يجب على مطوري البرامج ومنفذيها الوصول إلى قضايا النوع الاجتماعي عبر سياقات التنمية الإيجابية للشباب من خلال الرصد المنتظم للبيانات المصنفة حسب النوع وتحليلها، والذي يساعد على تعزيز الوصول والخدمات والنتائج للجميع.
- توفير مساحة آمنة خاصة بالشابات لتوعيتهن بشأن النوع الاجتماعي، واكتشاف أفكارهن وسلوكياتهن، وكذلك إعطاءهن معلومات جنبا إلى جنب مع الشباب فيما يرتبط بالأدوار الاجتماعية المختلفة.
- مساعدة الشباب والشابات على إدراك الواقع الذي يعيشون فيه، وإعدادهم نفسيًّا وعمليًّا للسعي نحو عالم متغير فيما يتعلق بأدوار الرجل والمرأة من خلال تنظيم الدورات التدريبة وورش العمل في إطار مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة كالمدارس والجامعات.
- كذلك تنفيذ ممارسات واعية بالنوع الاجتماعي، والتي تتولد عنها أفكار عملية للعمل مع الشابات، والتي يمكن تطبيقها على أرض الواقع. يمكن لمنظمات المجتمع المدني المعنية أن تقوم بدور أساسي في هذا الصدد من خلال التوعية بالممارسات المراعية للنوع الاجتماعي وعمل التدريبات اللازمة لترسيخها. لا يكون ذلك بمعزل عن الدولة، إذ لابد لمؤسسات الدولة أن تدعم هذا الاتجاه من خلال توفير الموارد المالية والبشرية والعملية لذلك.
- مراجعة تأثير النوع الاجتماعي في المساحة الشبابية: كيف يؤثر النوع الاجتماعي على الأنشطة؟ مَنْ يستغل المساحات المتاحة وفي أي سياق؟ مَن الذي يدير الجلسات؟ وكيف يؤثر ذلك على مشاركة الشابات؟ كيف يمكن تحسين المساحة المتاحة لاحتياجات الشابات؟
- تكوين مجموعات عمل تضم المهتمين بالنوع الاجتماعي، وإعداد تدريبات متخصصة واستكشاف مختلف المصادر والمواد المتاحة على المواقع الإلكترونية. يمكن في هذا الإطار الاطلاع على دليل A GENDERED APPROACH TO POSITIVE GIRL AND BOY DEVELOPMENT على سبيل المثال لا الحصر.
- توفير مداخل ومبادئ توجيهية موصىً بها لبرامج تنمية الشباب الإيجابية. وكذا تنسيق موارد وأدوات التنمية الشبابية الإيجابية التي تركز على النوع الاجتماعي للأعضاء كما هو متاح على (youthpower.org)
- دعم المراجعة المنهجية لبرامج التنمية الشبابية الإيجابية؛ من خلال ضمان تطبيق منظور النوع الاجتماعي في التحليل والمراجعة من أجل تقييم كيفية تأثير الديناميكيات المتعلقة بالنوع الاجتماعي على نتائج برامج التنمية الشبابية الإيجابية.
- المشاركة في استضافة ندوات عبر الإنترنت لتعزيز نتائج البحوث الناشئة، والبرامج وأساليب البحث، والتعلم حول الموضوعات ذات الصلة بالمساواة بين الجنسين، وإشراك الشباب، والتنمية الإيجابية للشباب.
- ضمان وضع القوانين والسياسات والإرشادات ذات الصلة لوضع المعايير والتوقعات فيما يتعلق بتوفير الرعاية الصحية والتعليم التي تراعي الفوارق بين الجنسين والمناسِبَة للعمر.
- الاستثمار والمساعدة في بناء قدرات الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومجموعات الشباب بشأن النوع الاجتماعي والإعاقة والدعم النفسي والاجتماعي والصحة العقلية، لضمان حصول الشباب-على اختلافهم-على الدعم اللازم في كل مرحلة فريدة من مراحل النمو.
نماذج تطبيقية مراعية للنوع الاجتماعي
تم إعداد هذا النموذج في جامعة أولستر بإيرلندا الشمالية عام (2005)، بالاعتماد على سنوات من الممارسات المعنية بالنوع الاجتماعي والأبحاث والتدريبات، وهو عبارة عن إطار عمل يتكون من خمسة مستويات متكاملة ومتداخلة، ويستهدف تحليل العلاقة المتشابكة بين النوع الاجتماعي والحياة اليومية للشباب، وبذلك يقدم وسيلة للمدربين والعاملين مع الشباب لاكتساب مفهوم أعمق بشأن الممارسات الواعية بالنوع الاجتماعي.
المستوى الأول: فهم المجتمع من منظور النوع الاجتماعي
يشجع ذلك المستوى العاملين مع الشباب على التركيز على المفاهيم النظرية الأساسية، وكيف تؤثر على نظرة الشباب والشابات ورؤيتهم لأدوارهم، والتي تحددها الثقافة والنظام الذي يعيشون به.
المستوى الثاني: تقدير العالم العام والخاص للشباب (الهوية والثقافة)
فهم كيفية دفع الأفراد لقبول الأعراف الاجتماعية والقيم والسلوكيات وتبنيها، مع دعم الشباب لاستيعاب كيفية تمثيل الثقافة كمُكَوِّنٍ أساسي لهويتهم وتحولهم إلى كائن اجتماعي يحرص على الالتزام بالتوقعات التي يفرضها المجتمع.
المستوى الثالث: فهم النفس من منظور النوع الاجتماعي
يقدم هذا المستوى أداة للتفكير الذاتي، واكتشاف جوانب التطور والتعلم الشخصي؛ إذ تضع زيادة الوعي بشأن النظرة الذاتية للنوع الاجتماعي القاعدة للالتزام بممارسات واعية بالنوع الاجتماعي، وتعزز مهارات العاملين مع الشباب للقيام بأدوارهم.
المستوى الرابع: الدمج الهادف
يتضمن التفكير بشأن الفرد والعائلة والمجتمع بالتركيز على النوع الاجتماعي مع التشجيع على تحدي المعايير المجتمعية، وهذا يخلق إعادة تقييم حول تأثير النوع الاجتماعي على الناس، والأماكن، والخبرات، والأنظمة، والمؤسسات، وتتيح تلك التأملات التغلب على قضايا عدم المساواة وتعزيز الفرص الحياتية المتوفرة للشابات والشباب.
المستوى الخامس: التحول السياسي والاجتماعي والشخصي
يتطلب العمل الواعي بالنوع الاجتماعي تنفيذ تحليل سياسي واجتماعي واقتصادي للمجتمع في الوقت الحالي وفيما مضى، إذ يساعد استيعاب التطور التاريخي لأدوار النوع الاجتماعي على تعظيم الوعي بشأن القضايا المتعلقة، كما يُمَكِّنُ العاملين مع الشباب من فهم التغيرات في مفهوم النوع الاجتماعي والأدوار والاحتياجات المترتبة عليه وفقًا للحالة القائمة.
تصميم برامج موجهة للشابات
عند إطلاق برامج موجهة للشابات، أو الرغبة في تطوير أحد البرامج القائمة، يلزم توفير مجموعة من العناصر التي تسهم في نجاح تلك المبادرات في تطوير مهارات الفتيات وتعزيز إمكاناتهن وترسيخ دورهن في المجتمع ليتمكن بذلك من الحصول على حياة مرضية، وتلك الخطوات هي:
- تصميم البرامج بناء على احتياجات الفتيات
- تحديد العوائق والعقبات التي تمنع الفتيات من المشاركة وعلاجها
- تقدير دور المجتمع وتأثيره على الفتيات
- تعيين مرشدات ومرشدين وتدريبهم لتقديم الدعم للفتيات
- تطوير مهارات التواصل لدى الفتيات وتعزيز ثقتهن في أنفسهن وقدرتهن على التعبير
- منح الفتيات خبرات جديدة تتحدى الصور النمطية عن النوع الاجتماعي
تجارب متميزة
- استراتيجية هيئة الأمم المتحدة للمرأة الخاصة بالشباب والمساواة في النوع الاجتماعي ( Youth LEAP into gender equality):
ترتكز الاستراتيجية على تمكين الشباب والشابات باعتبارهم شركاء في تحقيق المساواة بين الجنسين، ويقوم العمل بها على ثلاثة محاور، وهي: تعزيز ريادة المرأة في كل المجالات، التمكين الاقتصادي للمرأة وتطوير مهاراتها، إنهاء العنف الموجه ضد الشابات والفتيات، وذلك من خلال تبني نهج متكامل يعتمد على ثلاثة عناصر، أولاً: تقوية الشراكات مع الشابات والمؤسسات الداعمة لهن، ثانيا: ًالتعاون مع الشباب باعتبارهم شركاء في دعم المساواة في النوع الاجتماعي، ثالثاً: التعاون مع الأجيال كافة لخلق وعي مجتمعي شامل. لمزيد من المعلومات:
https://www.unwomen.org/en/digital-library/publications/2017/5/youth-leap-into-gender-equality
- برنامج الشابات صانعات السلام:
أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في منطقة الدول العربية لتعزيز مشاركة المرأة الهادفة في الحوارات السياسية وعمليات السلام والمشاركة في حل النزاعات المحلية لجعل الشابات ذوات الإمكانات قائدات وصانعات سلام، وفي عام 2021، ستطلق هيئة الأمم المتحدة للمرأة شبكة نسائية تتكون من 50 شابة من صانعات السلام من منطقة الدول العربية للمشاركة في برنامج بناء القدرات بشأن تحليل أسباب النزاعات وحلها وعمليات السلام وتحقيق السلام والعدالة من منظور يراعي اعتبارات النوع الاجتماعي. يتمثل دور الشبكة في تعريف عضواتها بالأدوات الإبداعية التي يمكن استخدامها في المصالحة وتحويل النزاعات ومنعها، فضلاً عن تبادل الخبرات عبر المنطقة، وذلك من أجل إعداد الجيل القادم من صانعات السلام. لمزيد من المعلومات:
https://arabstates.unwomen.org/ar/what-we-do/youth-and-innovation/young-women-in-peacebuilding
- مبادرة “أنتِ بطلة”:
مبادرة تهدف لتشجيع الفتيات في القرى المصرية على ممارسة الأنشطة الرياضية في مراكز الشباب، وذلك بتدريبهن على ثلاث رياضات وهي كرة اليد والكاراتيه وتنس الطاولة، وقد أطلقها عدد من الشباب والشابات بقرية في الأقصر بمصر، مستهدفة الفتيات من سن 7 إلى 16 عاماً.
- برنامج ريادة الفتيات (Girls Leadership):
هو برنامج قائم في الولايات المتحدة الأمريكية ويهدف إلى تمكين الفتيات من ممارسة قدراتهن على التعبير من خلال برامج تعتمد على التعلم الاجتماعي العاطفي، ويقدم البرنامج ورش عمل للفتيات والعائلات وتدريبات للمدرسين والمرشدين والعاملين مع الشباب، وذك على المستوى المحلي والدولي. لمزيد من المعلومات:
- مشروع السيدات الشابات (The Young Women’s Project):
هو مشروع قائم في الولايات المتحدة ويهدف لبناء القدرات القيادية للشابات من خلال عمليات تساعدهن على التطور الذاتي ليحققوا أفضل إمكاناتهن في وسط مجموعات الأقران والمدارس والعائلات والمجتمع، وذلك من خلال تنمية مهارات تحليل المشكلات وإيجاد الحلول والدعوة للتغيير.
https://www.youngwomensproject.org/
ختامًا، وبالنظر لما لهذا الموضوع المطروح؛ يمكننا القول: إنَّ هذا المجال لايزال في بداياته، وفي إطار التشكل والتطور. قد يحتاج الأمر بعض الوقت للخروج بدراسات متعمقة ومستفيضة بهذا الشأن، وكذلك وقتًا أطول في التنفيذ والتطبيق والخروج بأفضل الممارسات فيما يتعلق بموقع النوع الاجتماعي في منظومة التنمية الشبابية الإيجابية. هناك حاجة ماسة لدعم ممارسي التنمية الذين يهدفون إلى تمكين الشابات المراهقات، وإشراك الرجال والشابات بشكل أكثر فعالية، والسعي إلى إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي؛ من خلال تعزيز الأنظمة التي تهتم بالمساواة بين الجنسين.
قائمة المراجع
Milot, Alyssa. “Positive Youth Development as a Framework for Examining the relationships Between Conformity to Gender Norms, Social Support, and Adolescent Mental Health”, Boston College, 2014. http://hdl.handle.net/2345/3805.
Margarida Gaspar de Matos et.al., Positive Youth Development in Portugal: A Tool towards Gender Equity?, ARC Journal of Pediatrics, Volume 4, Issue 1, 2018, PP 25-35.
https://www.fhi360.org/sites/default/files/media/documents/resource-gender-summit-2018.pdf
https://scholars.cityu.edu.hk/en/publications/reducing-gender-stereotypes-through-a-digital-positive-youth-development-game(77855577-3ff1-4283-8517-a22276819a6d).html.
https://empowerweb.org/youth-development-tools/category/designing-programs-for-adolescent-girls
[1] Margarida Gaspar de Matos et.al., Positive Youth Development in Portugal: A Tool towards Gender Equity?, ARC Journal of Pediatrics, Volume 4, Issue 1, 2018, PP 25-35.
[2]للتنمية الشبابية الإيجابية خمس سمات رئيسية، هي الكفاءة، الثقة، الشخصية، الرعاية والاتصال. تمثل الثقة القدرة على ممارسة تقدير الذات والنظر للنفس بشكل إيجابي في ضوء إلمام الشخص ووعيه بالمستجدات التي تطرأ على حياته، وقدرته على استشراف المستقبل. أما الشخصية فتشير إلى استيعاب الشخص للمعايير الأخلاقية وتحمله للمسؤولية وشعوره بالاستقلال. أما الكفاءة، فتشير لقدرة الشخص على تطوير معارفه ومهاراته بما ينعكس على سلوكه وقدرته على تطبيق ممارسات جديدة وتغير نمط حياته للأفضل. أما الرعاية، فتشير لقدرة الشخص على التعاطف والإحساس بالآخرين والالتزام بالعدالة الاجتماعية. ويتطلب الاتصال أن يكون الفرد جزءًا لا يتجزأ من شبكة اجتماعية موثوقة ومتنوعة ودعمها.
4.8 (13) د. أحمد الحراملة استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]
5 (1) مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]
5 (17) محمد العطاس مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]
5 (3) إعداد: د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]