دليل العاملين لتيسير انتقال الشباب من التعليم إلى العمل
0
(0)

 

مقدمة

يعد هذا المقال بمثابة المدخل أو الدليل العملي للعاملين مع الشباب؛ من أجل دعم التحول من التعليم إلى التوظيف وسد فجوة هذه الفجوة من خلال تحديد المنهج الشامل للتحرك، وهذه نصائح التحرك مع الأطراف الأربعة الرئيسية في مجال العمل الشبابي، مع إلقاء الضوء على خصوصية الشباب، ومراعاة بعض الأمور في التعامل مع فئات شبابية محددة، وأخيرًا تقديم تصور لدور محوري جديد للعاملين مع الشباب في سد الفجوة. كل ما سبق من خلال مدخل عملي واقعي يقدم نصائح عملية وواقعية للعاملين مع الشباب.

 

أولًا: المنهج الشامل للتحرك

من أجل نجاح العاملين مع الشباب في دعم التحول من التعليم إلى التوظيف لدى الشباب الخريجين؛ فإنه من المهم اتباع منهج شامل قوامه:

• التعرف الحقيقي على احتياجات الشباب
• احترام اختلافات الشباب
• اتباع نهج ثقافة الحوار
• خلق الثقة المتبادلة
• نوع برامج التعامل بحسب الحالات المتشابهة
• ادعم ثقافة التطوع
• تحقيق الدمج بين التعلم الرسمي وغير الرسمي
• خلق ثقافة الدعوة وبناء التحالفات والشبكات

 

ثانيًا: أربع مهام رئيسية للعاملين مع الشباب:

نصائح مهمة للعاملين مع الشباب إطار يجب عليهم التحرك فيه

1. خدمات التوظيف الحكومية
• دراسة اتجاهات التوظيف العام، وبحسب أي توجه اقتصادي
• التنسيق مع الوزارات المعنية.
• متابعة إعلانات التوظيف
• تحليل المهارات المطلوبة

2. جهات التوظيف الخاصة
• اعرف خصوصية التوظيف في القطاع الخاص تمهيدًا لنقلها للشباب
• أقم شراكة مع القطاع الخاص؛ من أجل الإمداد المستمر بأهم الوظائف والمهارات المطلوبة لها
• ادعم الشباب في عمله مع القطاع الخاص؛ من خلال النقابات، والتدريب المستمر، وحفظ حقوق الشباب

3. صناع سياسات التوظيف
• ادرس اتجاهات سياسات الحكومة بشأن التوظيف
• ادرس التحديات التي تواجه الشباب
• اسعَ لسد الفجوة بين تحديات الشباب وتوصيلها لصناع السياسات سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر

4. الشباب
• وجه الشباب لطبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة
• اربط مهارات الشباب باحتياجات التوظيف العام والخاص
• اعمل على إجراء تدريب تحويلي للشباب بحسب التوظيف المطلوب
• درب الشباب على أعلى مهارات المقابلات وكتابة السيرة الذاتية، وكتابة خطابات التحفيز
وبشكل عام، ومن أجل تحرك شامل ومتكامل للتعامل مع الأطراف الأربعة يجب عليك:
• توضيح أهمية التعليم غير الرسمي لجهات التوظيف ممثلًا في التعليم والتدريب لما بعد مراحل التعليم الرسمي وأهميته في سد فجوة بين التعليم والتوظيف. عليك هنا أن تتمع بمهارات التسويق والخطابة والعرض الجيد.
• ترجمة مخرجات التعليم غير الرسمي إلى لغة تفهمها جهات التوظيف، فلن تكتمل المرحلة الأولى دون أن يكون هناك قصص نجاح تحققت من شباب تمتع بتعليم غير رسمي ونجح فيه. من الأهمية هنا تدريب الشباب على مهارات الإبداع والابتكار لتكون نتائج تدريبه ملموسة عند العمل في جهات التوظيف.
• ومن أجل النجاح في المرحلتين السابقتين عليك أن تخلق شراكة مستمرة مع جهات التوظيف؛ بحيث تكون هناك قنوات اتصال مستمرة يتم من خلالها الحصول على مدخلات بشأنِ متطلبات سوق العمل المتغيرة، وإمداد سوق العمل بالعمالة المدرَّبة والملائمة، والحصول على تغذية عكسية عن عمل هذه العمالة وهكذا.

 

ثالثًا: خصوصية طبيعة العمل مع الشباب:

يجب أنْ تلم بأهم خصوصيات العمل الشبابي؛ فالشاب -وهو العميل والمستهدف النهائي- يتميز بخصوصيات ثنائية متناقضة: الانفتاح ونقيضه الانطوائية، الحماسة ونقيضها الموالاة والخنوع، الطموح ونقيضه الإحباط، قبول الواقع ونقيضه رفض الواقع؛ لذا يجب على العاملين مع الشباب ما يلي:

1- فهم الجوانب النفسية للشباب.
2- تصنيف الشباب بحسب أي فئة ينضم.
3- تصميم برامج للتدريب والتوظيف بحسب الفئة.
4- تصميم برامج للشباب من النوع الثاني لتحويله إلى شباب من النوع الأول: منفتح متحمس، طموح، قابل للمجتمع منخرط فيه.

في هذا الشأن عليك بتصميم استشارات وبرامج لتعليم الشباب على مهارات إدارة الحياة بفرصها وتحدياتها، وعلى كيفية مواجهة الإحباط، وعلى كيفية اختيار القرارات وغيرها.
في شأن الشباب المهمش والشباب غير القادر من أصحاب الهمم:
كعامل مع الشباب يحب أن يكون لديك تصورك الخاص في التعامل مع فئة من الصعب أنْ تأتي إليك إما لظروفها الاجتماعية؛ كالمهمشين، أو لظروفها الصحية؛ كذوي الهمم. هنا يجب عليك أنْ تصمم خططًا لكيفية الوصول لهذه الفئة، علاوة على أنَّ المرأة في بعض المجتمعات قد تكون من المهمشين أو المتحفظين للخروج بسبب التقاليد الاجتماعية، ومن هنا يجب أن تشمل خطتك للتغطية الفئات الثلاث: المهمشين، وذوي الهمم، المرأة. وعليك هنا بأمرين:

الأول: أنْ تضع خطة للوصول لهذه الفئات
الثاني: أن تصمم برامج حوارية تتفق مع طبيعة هذه الفئات واحتياجاتها.

 

رابعًا: الدور المحوري الجديد للعاملين مع الشباب في منع فجوة التعليم والتوظيف

هل يمكن أنْ يسهم العاملون مع الشباب في منع الفجوة من الظهور من الأساس؟ نعم، إنَّ المداخل المختلفة لإدارة التغيير تعتمد في الغالب على المنع، وحتى سياسات الحكومة غالبيتها قد تقوم بمنع المشكلة، لكننا في هذا المقال نقدم تصورًا يجعل من العاملين مع الشباب دورًا محوريًّا في الوقاية من المشكلة أو بالأحرى منع المشكلة؛ فإذا كانت برامج عديدة تقدم من أجل علاج مشكلة، فإنَّ كثيرًا من صناع السياسات قد يتجاهلون كيفية تجنب ظهورها مرة أخرى. فمثلًا في برامج مكافحة الفساد قد تفشل العديد من الدول في مكافحة الفساد رغم وجاهة هذه البرامج، والسبب أنَّها تناست وضع برامج تطورية بعيدة المدى الهدف منها وأد ظهور جيل جديد منها. نفس الأمر ينطبق على سد الفجوة بين التعليم والتوظيف، فإذا لم توضع برامج تعالج المشكلة من أساسها للأجيال القادمة فإنَّ برامج سد الفجوة سترهق بعلاج مشكلة مستمرة ومتجددة.

اقترح البعض الخطوات العشرة التالية لحل هذه المشكلة، وهي:
1- فتح تخصصات جديدة وعصرية يتطلبها سوق العمل.
2- التقليل من القبول في التخصصات التي ليست لها مجالات في سوق العمل.
3- تجويد مخرجات التعليم؛ لتلبي رغبة وحاجة القطاعين العام الخاص في الحصول على نوعية متميزة من الخريجين.
4- إنشاء معاهد ومراكز تأهيلية وتدريبية لخريجي الثانوية.
5- التعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في ذلك.
6- إسهام القطاع الخاص في تدريب وتأهيل خريجي الجامعات لاستقطاب الكفاءات التي تلبي احتياجاته.
7- البدء بشكل عاجل ومقنن في إحلال الكفاءات الوطنية بدلًا عن غير الوطنية.
8- توعية الأبناء بالتخصصات المناسبة، وتعزيز ميولهم نحوها.
9- تسهيل الظروف من أجل أنْ يبدعوا ويتفوقوا في تخصصاتهم.
10- أن يحسن الطلاب والطالبات اختيار التخصصات والمجالات التي تتناسب مع قدراتهم ويتطلبها سوق العمل.

في النهاية يمكن القول بأنَّ ما يمكن أنْ يقوم به العاملون مع الشباب في هذا الإطار ذي العشر خطوات هو ما يلي:
• توعية الشباب للقبول في التخصصات المطلوبة من قبل سوق العمل والتقليل من القبول في التخصصات التي ليست لها مجالات في سوق العمل.
• معاونة الشباب أثناء الدراسة بالحصول على برامج تنمية قدرات الشباب؛ كالحاسب الآلي، واللغات المطوبة، والمهارات الحياتية.
• تكثيف برامج التدريب والتخصص بالتعاون مع الجامعات والمدارس للتدريب التقني والمهني، والشراكة مع القطاع الخاص في تدريب وتأهيل خريجي الجامعات لاستقطاب الكفاءات التي تلبي احتياجاته.
• توعية الأبناء بالتخصصات المناسبة وتعزيز ميولهم نحوها.
• تقديم استشارات نفسية للشباب؛ من أجل تسهيل الظروف ليبدعوا ويتفوقوا في تخصصاتهم.
• معاونة الطلاب والطالبات في اختيار التخصصات والمجالات التي تتناسب مع قدراتهم ومع متطلبات سوق العمل.

 

 

 

قائمة المراجع

أولاً: باللغة العربية
1. أحمد محروس خضير، المتابعة والتقييم المستجيبة للنوع الاجتماعي، برنامج تدريب بوزارة المالية، 2020.
2. ــــــــــــــــــــــــــــــــ، تحليل السياسات العامة: رؤى نظرية وحالات عملية،
(العين: دار الكتاب الجامعي، 2016).
3. منظمة الأمم المتحدة على الرباط:
4. https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/youth-0/index.html
5. مؤسسة التدريب الأوروبية، التحدي الذي تمثله قابلية الشباب للتوظيف في بلدان حوض المتوسط:
دور برامج سوق العمل النشطة، الاتحاد الأوروبي: 20185. ص 7
6. الهيئة العامة للإحصاء، الشباب السعودي بالأرقام: تقرير خاص بمناسبة اليوم العالمي للشباب 2020، مركز التحليل الإحصائي ودعم القرار 2019. ص 3
7. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة على الموقع: https://hrsd.gov.sa/ar/services/768520
8. موقع البنك الثالث على الرابط:
https://www.3bank.org/articals/181

ثانيا: باللغة الانجليزية
1. ILO: Starting right: Decent work for young people, background paper to the Tripartite Meeting on Youth Employment: The Way Forward, 13-15 October 2004 (TMYEWF/2004); and ILO: Improving prospects for young women and men in the world of work: A guide to youth employment (Geneva, 2004).
2. Expert group report: Quality Youth Work – A common framework for the further development of youth work (2015). Can be accessed: http://ec.europa.eu/assets/eac/youth/library/reports/quality-youth-work_en.pdf
3. Mahbub ul Haq and Khadija Haq: Human development in South Asia (Oxford University Press, 1998); UNDP: Arab Human Development Report 2002 (New York, United Nations, 2002).
4. World Bank, Jobs for shared prosperity: time for action in the Middle East and North Africa, World Bank, Washington DC, 2013.
5. World Bank, Soft skills, or hard cash? The impact of training and wage subsidy programs on female youth employment in Jordan, Policy Research Working Paper No 6141, World Bank, Washington DC, 2012.
6. European Commission, the contribution of youth work to address the challenges young people are facing, the transition from education to employment, Results of the expert group set up under the European Union Work Plan for Youth for 2014-2015 – Executive summary, 2015.
7. national youth council of Ireland, Role of Youth Work in addressing the needs of Young People not in education, employment, or training, 2013.
8. European Commission, Developing the creative and innovative potential of young people through non-formal learning in ways that are relevant to employability Expert Group Report, 2012.

 

 

 

 

 

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (15)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]