العمل الشبابي الثقافي: الماهية والآلية ونماذج مميزة
5
(6)

 

يعد العمل الثقافي الموجه للشباب ولغيرهم أمرًا  لا غنى عنه في إطار عملية تنمية المجتمعات وتحقيق التقدم المرجو لنهوضها. يهدف العمل الثقافي إلى تعريف الناس بهوياتهم باختلاف عناصرها ويمكنهم من الحفاظ عليها وتطويرها. تنطبق هذه الرؤية العامة بالضرورة على العمل الثقافي الشبابي، الذي يضع على رأس أولوياته اكتشاف هويتهم الثقافية، وذلك من خلال توفير بيئة تساعد الشباب على بناء هوياتهم وإمدادهم بالمهارات التي تمكنهم من التفاعل في السياقات الثقافية المختلفة، فمن خلال التعرض لثقافات متنوعة، يتمكن الشباب من فهم وقبول الخلفيات الثقافية المختلفة مع فهم هوياتهم الشخصية والتمسك بها.

ينظر العمل الشبابي الثقافي للتنوع الثقافي باعتباره جانبًا يثري المجتمع، كما يعمل على معالجة العنصرية والتمييز من خلال تعزيز التناغم الاجتماعي؛ حيث يؤكد العمل الشبابي الثقافي على الحاجة للحوار المبني على الانفتاح والثقة والتعاون والمشاركة الفعالة والتفهم والاحترام للجميع، وعن طريق الإنصات والتعلم يمكن كسر الحواجز واكتشاف النقاط المشتركة من أجل دعم مفاهيم الدمج والعدالة والتنوع.

انطلاقا من هذا، يتناول هذا المقال نقطتي ارتكاز العمل الثقافي الشبابي، الأولى العمل الثقافي الشبابي المعني بعملية التنوع الثقافي وإدارته وتحقيق التناغم في المجتمعات، والثانية العمل الثقافي الشبابي المرتبط بربط الشباب بهويتهم والعمل على تنميتها.

 

أولا- العمل الثقافي الشبابي المرتبط بالتنوع والتبادل الثقافي

يرتكز العمل الشبابي الثقافي على التبادل الثقافي “interculturalism” وهو يختلف عن التعدد الثقافي “multiculturalism” والذي قد يؤدي إلى حدوث فرقة بين المجموعات العرقية أو الثقافية المختلفة بدلاً من التواصل الفعال عبر كل الجوانب، كما يختلف عن الاندماج الذي يؤدي إلى ذوبان ثقافات مجموعات الأقليات في ثقافة الأغلبية؛ وبالتالي تفقد تلك المجموعات هويتها الثقافية، في حين يرتكز التبادل الثقافي على تقدير احتياج كل شخص لامتلاك هوية ثقافية قوية مع تكوين صلات مستدامة مع ثقافة المجتمع.

ويعزز التبادل الثقافي الشعور بالمسؤولية لخلق تناغم اجتماعي لدى جميع أفراد المجتمع، إنه يشجع الجميع على الحرص على التواصل الفعال مع كل المجموعات الثقافية في المجتمع، ويجب النظر له باعتباره مكونًا أساسيًّا لمنهجية التفكير التي يجب أنْ يتبناها الشباب، وتحرك العمل الشبابي في جميع مراحله من التخطيط والسياسات إلى تحديد الأنشطة.

 

نماذج للعمل الثقافي الشبابي المرتبط بالتبادل والتنوع الثقافي

  • ورش عمل للحوار
  • رحلات ميدانية إلى المنظمات المعنية بالعمل الشبابي
  • برامج تبادل ثقافي محلية ودولية
  • نماذج المحاكاة
  • منتديات ومؤتمرات شبابية
  • فعاليات لمشاركة التقاليد الخاصة بالشعوب والأعراق المختلفة، مثل: طبخ المأكولات التقليدية، والاحتفال بالأعراس، وارتداء الأزياء التقليدية، والاحتفال بالأيام الوطنية المختلفة والمهرجانات الخاصة بثقافات المشاركين
  • ورش فنية لكسر عوائق اللغة والثقافة

 

ماذا يميز العمل الشبابي الثقافي المرتبط بالتنوع والتبادل الثقافي عن مختلف الأنشطة الشبابية؟

  1. التركيز على الخبرات التي تهم جميع الشباب باختلاف ثقافاتهم، وتنفيذ أنشطة حول تلك الموضوعات، مثل: الموسيقى، والرياضة، والطعام، والفنون.
  2. الاعتماد على الحوار والتفكير التأملي والتواصل، لتمكين الشباب من اكتشاف هوياتهم وفهم هويات الآخرين.
  3. البدء بالأساسيات، تشجيع القبول والثقة والتعاطف، وعقد اتفاق للسلوكيات غير المقبولة.
  4. توفير مساحة آمنة للشباب ليسألوا عن أي أسئلة تشغلهم ومناقشة مختلف القضايا.
  5. مساعدة الشباب على اكتشاف هوياتهم وقيمهم لإعدادهم للمشاركة في الأنشطة القائمة على تبادل الثقافات، وكذلك مساعدتهم على إدراك الصور النمطية والتمييز في مجتمعاتهم.
  6. تعتبر فئات المجتمع المختلفة من أهم الأطراف المعنية التي يجب استشارتها ودمجها عند تصميم البرامج.

 

وتتيح أنشطة التبادل الثقافي عدة مميزات، وهي:

  • إدراك الانعكاسات الثقافية على المجتمع.
  • نمو الوعي بالذات والقيم والانحيازيات وتأثير الثقافة على النظم القيمية والافتراضات والمنظور والتوقعات والسلوكيات، وذلك بالبناء على استيعاب التاريخ السياسي الاجتماعي والأيديولوجيات والعقائد المتنوعة.
  • تطور مهارات التواصل بين الثقافات والمهارات الشخصية لخلق علاقات أعمق وذات قيمة أكبر مع الأقران.
  • تطور القدرة على التعاطف مع الآخرين والتفكير النقدي.

 

الممارسات السليمة في العمل الشبابي الثقافي المرتبط بالتبادل والتنوع الثقافي

أولاً: مراجعة الإجراءات

التخطيط للأنشطة لتناسب التنوع الثقافي، وذلك من خلال جمع معلومات عن الخلفيات الثقافية للمشاركين، وتحديد احتياجاتهم المتنوعة وتبني منهجية تشجع على استكشاف الثقافات المختلفة وفهمها وتقبلها.

 

ثانيًا: توفير بيئة آمنة

يجب تقديم مساحة جاذبة للشباب من مختلف الثقافات، وتتميز بسهولة الوصول وتراعي الخلفيات الثقافية المختلفة، فضلاً عن إتاحة التواصل مع أهالي الشباب والأطفال من الأقليات، واستخدام لغات ورموز ثقافية مختلفة تشعر المشاركين كافة بالانتماء.

 

ثالثاً: التزام فريق العمل

يجب إرساء مبادئ واضحة للالتزام بمفاهيم التنوع والمساواة والعدل، ليكون جميع العاملين منفتحين وودودين، ويجب أن يتلقوا تدريبات عن العمل الشبابي الثقافي والبرامج القائمة على التبادل الثقافي، ويجدر أن يعكس فريق العمل التنوع القائم في المجتمع.

 

رابعًا: تعيين أشخاص متخصصين في تعزيز العمل الشبابي الثقافي

يجب أنْ يحتوي فريق العمل على شخص أو فريق مهمته تطوير الأنشطة والممارسات لتخدم التبادل الثقافي، ويتمثل دورهم في التخطيط، ووضع ميثاق عمل وتحديد التدريبات المناسبة، وتقييم ومراقبة تطبيق سياسات التنوع.

 

خامسًا: دمج الشباب

يتطلب العمل الشبابي الثقافي دمج الشباب من مختلف الفئات التي تعيش في المجتمع وتشجيعهم على المشاركة المستدامة، وعلى الأغلب يلزم تولي دور فعال للتواصل مع مجموعات الأقليات، وليس مجرد الاكتفاء بسياسة انتظار المهتمين بالمشاركة، كما يفضل إجراء تقييم للاحتياجات على كل حالة فردية لتطويع الخدمات والمشاريع لتحقيق الدمج والتكامل، مع تشجيع جميع الشباب على تقدير تنوع خلفياتهم الثقافية.

 

سادسًا: وضع ميثاق للمجموعة

يلتزم أي عمل شبابي بمجموعة من القواعد التي تنظم التواصل بين الشباب، ولكن في حالة التبادل الثقافي تتزايد الحاجة لذلك الميثاق لضمان أن يسود الاحترام داخل المجموعة، وتوضيح السلوكيات المقبولة في هذا السياق وغير المقبولة، مع تحديد ما يجب فعله لمواجهة حوادث العنصرية والتمييز.

 

سابعًا: تطوير الأنشطة

يجب أنْ تكون الأنشطة ملائمة لخصائص المجموعة، وبالتالي يلزم تطويعها وفقاً للخلفيات الثقافية المختلفة، مع النظر إلى أنَّ تطوير المواهب والمهارات جزء هام من دمج الشباب في المنظمة، ومثل جميع الأنشطة الشبابية يجب أن تتمتع الأنشطة بالمرونة.

 

ثامناً: بناء شراكات

يجب بناء علاقات مع الأطراف المعنية التي تتضمن كافة الفئات سواء الأقليات أو الأغلبية، وهذا مهم لبناء الثقة، والتواصل مع الأهالي وقادة المجموعات المختلفة.

 

تاسعًا: المتابعة والتقييم

يجب تطبيق متابعة دورية للعمل الشبابي الثقافي؛ إذ يبدأ العمل بتحليل الاحتياجات الخاصة بالمجموعة، ثم تتضح أهمية المتابعة المستمرة لتحديد ما الذي يحتاجه الشباب من الخدمات المقدمة، بالإضافة إلى تقييم مدى تحقق الأهداف. وإحدى الممارسات الهامة أيضًا هي متابعة المشاركين أنفسهم لمعرفة مدى تأثرهم والتزامهم بالحضور والمشاركة.

 

عاشرًا: تعميم مفاهيم التبادل الثقافي

يجب التأكد من أنَّ مبادئ التنوع والمساواة ودمج مختلف الثقافات مطبقة على كافة جوانب العمل الشبابي الثقافي والأنشطة التي يتم تنفيذها، وهذا من خلال تبني قيم راسخة والالتزام بها بما ينعكس على كفاءة الممارسات.

أبرز نماذج العمل الشبابي الثقافي المرتبط بالتنوع والتبادل الثقافي في العالم والمنطقة العربية

 

  1. برنامج سلام للتواصل الحضاري

تأسس مشروع سلام للتواصل الحضاري في عام 2015، بوصفه مشروعاً وطنياً سعوديا يهدف إلى نشر ثقافة التواصل الحضاري ومد جسور التواصل مع الشعوب والثقافات المتنوعة وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة العربية السعودية ومكانتها دولياً. يرتكز سلام للتواصل الحضاري على ثلاث توجهات رئيسة وهي البناء المعرفي، التمكين، والممارسة الفاعلة. حيث يقوم البناء المعرفي على إجراء الأبحاث والدراسات وإصدار التقارير ووضع المؤشرات في مجالات التواصل الحضاري والصورة الذهنية وتغذية مركز معلومات سلام بها. ليحقق سلام التمكين، فهو يعمل على بناء القدرات الوطنية وتنميتها من خلال سلسلة برامج تأهيلية، وتثقيفية، وتوجيهية. يدعم سلام المشاركات الفاعلة عبر تطوير ودعم مبادرات مجتمعية يبني من خلالها جسوراً للتواصل الحضاري بين الثقافات المتعددة. يؤمن سلام بأن تعظيم هذه الجهود يكون من خلال شراكات محلية ودولية ذات أهداف مشتركة، وتبني أفضل الممارسات المؤسسية لضمان استدامة موارد التواصل الحضاري.

يهدف مشروع سلام للتواصل الحضاري إلى المساهمة في بناء منظومة فكرية معرفية حول المشترك الإنساني، تنمية القدرات وإعداد الكفاءات في مجال التواصل الحضاري، تطوير مساحات للتواصل الحضاري مع المجتمعات والثقافات المختلفة، تأسيس وتطوير شراكات استراتيجية محليًا ودوليًا وتحقيق التميز المؤسسي كنموذج رائد في المجال.

للمزيد من المعلومات: https://salam4cc.org/

 

  1. برامج التبادل الثقافي (AFS)

هو برنامج تبادل عالمي للشباب يعمل منذ عام 1947، ويتيح لطلاب المرحلة الثانوية الدراسة في الخارج ليحصلوا على المهارات والمعرفة اللازمة لسوق العمل والنجاح على مستوى عالمي، مع اكتشاف ثقافة جديدة، والخروج من منطقة الراحة، وتجربة أنشطة جديدة، وذلك من خلال الحياة مع أسرة مضيفة لتجربة عادات وثقافات الحياة اليومية.

للمزيد من المعلومات: https://afs.org/study-abroad/#afs-nav-why-afs

 

  1. برنامج التبادل الثقافي للشباب الدولي (ICYE)

يوفر خبرات تعلم على مستوى دولي لتنمية مهارات الشباب الاجتماعية والفردية من خلال برامج تطوع دولية، ويستهدف تعزيز فهم الثقافات المختلفة، والمساواة في الفرص، والعدل والسلام بين الناس حول العالم، هذا ويوفر أكثر من 800 فرصة تطوع فيما يزيد عن 40 دولة حيث يشارك أكثر من 900 متطوع سنويًّا.

للمزيد من المعلومات: https://www.icye.org/#toggle-id-2

 

  1. منح إيراسموس بلس Erasmus+:

هو برنامج ينفذه الاتحاد الأوروبي لدعم التعليم والتدريب والشباب والرياضة في أوروبا والدول المجاورة، وذلك بإتاحة الفرص للتنقل عبر الدول والتعاون بين الشباب من خلال توفير منح دراسية كاملة وبرامج تبادل ثقافي تجمع الشباب من عشرات الدول وتدريبات للشباب والكبار، وبرامج رياضية.

للمزيد من المعلومات: Erasmus+ Programme Guide.

 

  1. برنامج التبادل الثقافي (IFA CrossCulture)

هو برنامج تبادل سنوي يمنح الشباب فرصًا للحصول على فترة تدريبية في ألمانيا، بمنح فرص وظيفية للشباب من مختلف المجالات الثقافية والتعليمية والفنية والإعلامية، وذلك لتعزيز التعاون وشبكات المجتمع المدني بين ألمانيا والدول الأخرى، وقد أطلق البرنامج في عام 2005 ووصل عدد المشاركين فيه حتى الآن إلى 850 شخصًا.

https://www.ifa.de/en/fundings/crossculture-programme/

 

  1. برنامج تواصل التابع لمؤسسة سوليا (Soliya’s Connect-program)

هو برنامج دراسي أونلاين، يُقَدَم للطلاب الجامعيين في أكثر من 200 جامعة عبر 35 دولة، وذلك لاستخدام الحوار لتقديم نظرة أعمق على القضايا السياسية والاجتماعية وتنمية المهارات اللازمة لهذا العصر، مثل التفكير النقدي ومهارات التواصل الفعال واستخدام وسائل التواصل الرقمية.

للمزيد من المعلومات: https://soliya.net/connect-program

 

  1. سفراء الحوار (Ambassadors for Dialogue)

هو برنامج يهدف لبناء قدرات الشباب على الحوار، وتعزيز التفاهم المشترك للتواصل عبر الأعراق والأديان والأيديولوجيات والثقافات وغيرها من الاختلافات. ويعمل البرنامج في مصر والأردن وتونس والدنمارك، حيث يقدم ورش عمل للمتطوعين من الشباب لتنمية مهاراتهم على تنفيذ ورش عمل والعديد من الأنشطة التي تخلق الحوار والتفاهم داخل حدود الدولة وبين الدول المختلفة، ونجح البرنامج منذ 2009 في الوصول لأكثر من 30,000 من الشباب، وفي تطوير دليل يضم أدوات مبتكرة للحوار.

للمزيد من المعلومات: https://ambassadorsfordialogue.com/

 

  1. المؤسسة الثقافية السويسرية

تعمل بروهلفتسيا القاهرة على دعم ونشر الفنون والثقافة السويسرية في المنطقة العربية. كما تهتم بتعزيز مشروعات التبادل الثقافي بين الفنانين السويسريين والعرب، بالإضافة إلى تطوير ورعاية الشراكات والمشروعات طويلة المدى في المنطقة. وتدعم بروهلفتسيا برامج الإقامات الفنية والبحثية للفنانين العرب في سويسرا والفنانين السويسريين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

للمزيد من المعلومات: https://prohelvetia.org.eg/ar/

 

ثانيا- العمل الثقافي الشبابي المرتبط بتعزيز الهوية والحفاظ على التراث

تعد فئة الشباب الفئة الأكثر استهدافا عند الحديث عن الاختراق الثقافي والفكري. ومن هنا جاء الاهتمام بأهمية العمل على تنميتهم وتطويرهم ثقافيا حتى يتمكن هؤلاء من الحفاظ على تراثهم وعلى هويتهم في ظل التحديات والتحولات التي يشهدها العالم في هذه الآونة. ولعل العمل الثقافي المطلوب الآن هو ذلك العمل الثقافي الذي يركز على اكتساب الفرد للمكونات المعرفية والسلوكية والقيمية مجتمعة. يواجه هذا النوع من العمل الثقافي الشبابي العديد من التحديات لعل أهمها عجز القائمين على الثقافة العربية عن التكيف مع المتغيرات العالمية ومحاولات فرض معايير مشتركة واحد تكون مقياس لمدى تقدم وتأخر الجميع دون مراعاة للأبعاد الثقافية المختلفة. كذلك انبهار البعض لما يقدمه النموذج الغربي دون النظر لاختلاف البيئتين العربية والغربية، ومن ثم اختلاف متطلباتها مما ساهم في جعل الهوية الثقافية العربية غير واضحة المعالم. كذلك سيطرة النظام السمعي والبصري للعولمة الثقافية على الشعوب وجعلها مصدرا جديدا لإنتاج الرموز والقيم وتشكيل الوعي. يضاف إلى ذلك أيضا محاولات طمس الهوية العربية خصوصا لدى الشباب والتركيز على نشر الثقافة الغربية وجعلها النمط الثقافي السائد. وأخيرا، التبادل اللامتكافئ بين العناصر الثقافية إذ يكون التبادل أحادي الاتجاه مما يخلق مشكل الخصوصية في ظل شمولية الاتصال.

في ضوء هذه التحديات، ينبغي على المؤسسات الثقافية المختلفة والمعنية بتقديم الخدمات الثقافية للشباب العمل على التالي[1]:

  • نشر الوعي والمعرفة بين جميع أفراد المجتمع حول أهمية الهوية الثقافية وتعزيز فكرة المحافظة على الإرث الثقافي والعمل على ترسيخها من أجل تربية جيل من الأبناء متمسك بهويته الثقافية ويفخر بها.
  • عمل ندوات وورش عمل تتناول قضية تعزيز الهوية الثقافية.
  •  عمل حملات إعلامية وتثقيفية في المدارس والمراكز الثقافية، واستهداف المسرح المدرسي والترفيهي والتلفزيون ومعارض الصور والتراث، بالإضافة لوسائل الإعلام من الصحف والمجلات والمنشورات، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي.
  • عمل أرشيف ثقافي غني بالمعلومات التي تعزز من الهوية الثقافية من أجل أن يصبح إرثًا في المستقبل.
  •  الاهتمام بموضوع التراث والفلكلور والشعر الشعبي والادب مما يعزز من الهوية الثقافية.
  •  لابد من وضع رؤية ثقافية لنا تعد كالمنهج وكالخريطة التي نسير عليها.
  •  التفاعل مع الثقافات العالمية، دون اذابة هويتنا ومحاولة جعل ثقافتنا منتجة لا استهلاكية.
  •  لابد من ابتكار أدوات لتعزيز وجودنا الثقافي وبنفس الوقت حماية خصوصيتنا وهويتنا اما الآخر، فمواجهة الثقافات الأخرى تقضي التعامل معها وليس تبعيتها حتى لا نذوب في الآخر.

 

وفيما يتعلق بالشباب تحديدا، فإنه من المهم [2]:

  1. الاهتمام بالشباب ورعايتهم وتزويدهم بمستجدات العصر مع ضـرورة الحفـاظ علـى الهويـة الثقافية وتراث الأمة.
  2. توعية الشباب على التمسك بتراثهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم.
  3. العدالة والمساواة في توزيع الحاجات والخدمات للشباب وفي حصـولهم علـى فـرص العمـل وذلك للتقليل من المشكلات التي يواجهها الشباب.
  4. إقامـــة حـــوار فعــال وحــر بـــين الشـــباب والجهـــات السياســـية والاجتماعية المســـؤولة فـــي المجتمع لتحقيق تطلعات الشباب المختلفة.

 

ولعل من أهم النماذج التي تقوم بالعمل على تحقيق المقترحات وأطر العمل سابقة الذكر من خلال ما تقدمه من منتجات في إطار عملها للحفاظ على الهوية هو نموذج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء في هذا السياق، حيث يقدم لزواره خصوصا الشباب منهم تجارب جديدة وملهمة تغذي الإبداع والشغف بالتعلم، وتثري الثقافة، إذ يعد منارة للتغيير ونافذة على التجارب العالمية من خلال تشجيع الإبداع، وإلهام العقول، وتمكين المواهب، ومع تقدم الابتكار والتكنولوجيا؛ تحرص المملكة العربية السعودية على مواكبة هذا التطور بوتيرة متناغمة. تشتمل مرافق إثراء على عدد من الأقسام المتنوعة وهي مختبر الأفكار، والمكتبة، والمسرح، والسينما، والمتحف، ومتحف الطفل، ومعرض الطاقة، والقاعة الكبرى، وبرج إثراء، وتمثّل هذه الأقسام مرافق ملهمة وجاذبة للعقول وقادرة على تقديم تجارب فريدة للزوّار.

 

الركائز الأساسية التي يقوم عليها إثراء هي الإبداع والثقافة والمعرفة، حيث يعمل على تقديم العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج والمبادرات التي تقام على مستوى المملكة العربية السعودية بمختلف مناطقها، كمصدر جديد ولا محدود من المعرفة والإبداع، وذلك لإشباع فضول العقول الراغبة في التعلم والابتكار، إذ يعمل إثراء على بناء مستقبل جديد لمجتمع قائم على المعرفة والابتكار من جهة وتراثه وثقافته الغنية من جهة أخرى. ويهدف من وراء ذلك إلى إحداث تأثير إيجابي وملموس في مسيرة التطور البشري عن طريق إذكاء الشغف بالمعرفة والإبداع والتواصل عبر الثقافات من أجل مستقبلٍ زاهرٍ للمملكة.

 

كذلك تعمل وزارة الثقافة السعودية عبر مؤسساتها المختلفة العمل على تنمية وتطوير العمل الثقافي الموجه للشباب عبر تطوير القطاع الثقافي من خلال إطار عمل ومنظومة متكاملة لتطوير المواهب وتسهيل المبادرات، بالإضافة إلى إيجاد السبل المناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات المحققة في القطاع وإيفاءها حقها من التقدير. تهدف الوزارة من وراء ذلك إلى نشر الثقافة كنمط حياة، وجعلها أداة من أدوات تحقيق النمو الاقتصادي، فضلا عن دعم دور الثقافة في تعزيز مكانة المملكة الدولية. تتماشى هذه الأهداف بدقة مع المحاور الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

في هذا الإطار، تسعى وزارة الثقافة إلى تطوير الإمكانيات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع الثقافي، من خلال بث كافة جوانب التراث الثقافي السعودي في أوصال الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، مما يجعلهم ينعمون بحياة عامرة وصحية. للثقافة مفهوم واسع، وقد حددت وزارة الثقافة 16 قطاعاً فرعياً ذا أولوية للتركيز عليها في عملها، ومن أجل تعزيز قدرتها على أن تقود وبفعالية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي. وتنص رؤية وتوجهات الوزارة على استحداث 11 هيئة لتنمية القطاعات الثقافية.

للمزيد يمكن الاطلاع على موقع وزارة الثقافة السعودية

 


 

المراجع:

 

 

https://alghad.com/%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/

[1] https://multaqaasbar.com/issue-weeks/%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/

[2] https://jfss.journals.ekb.eg/article_58757_49376b794ac102740d64462ff6669c6b.pdf

ما مدى فائدة هذه المقالة؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 6

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه المقالة.

نأسف لأن هذه المقالة لم تكن مفيدة لك!

دعنا نحسن هذه المقالة!

أخبرنا كيف يمكننا تحسين هذه المقالة؟

شارك
الأكثر قـــــراءة
تدريب المهارات النفسية للرياضيين شباب بيديا

4.8 (13)       د. أحمد الحراملة  استاذ مشارك في علم النفس الرياضي رئيس […]

دور الجهات السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ما يتعلق... مقالات

5 (1)       مروان عبد الحميد الخريسات مستشار وخبير في التخطيط الاستراتيجي والتنمية […]

العمل الشبابي الرقمي.. تطلُّعٌ نحو التوسُّع والانتشار مقالات

5 (15)       محمد العطاس       مقدمة: أثّرت التقنيات الرقمية على […]

تأهيل العاملين مع الشباب (أخصّائي الأنشطة المدرسية) مقالات

5 (3)         إعداد:  د. محمود ممدوح محمد مرزوق تحرير: قسم المحتوى […]

مقاربات في العمل مع الشباب شباب بيديا

5 (1)             المحتوى: ما هي المقاربة؟ ما هي المقاربات […]